recent
أخبار الساخنة

الاعتراف بدولة الاحتلال..تفريط بالحقوق وتنكر لدماء الشهداء بقلم: عبد معروف

الصفحة الرئيسية



يبدو أن الاعتراف بدولة الاحتلال الاسرائيلي ، وتبادل العلاقات السياسية والدبلوماسية والتجارية ، أصبح أمرا عاديا ، لا يثير الغضب والاستنكار ، وما كان مرفوضوا ومدانا خلال العقود الماضية ، أصبح اليوم مقبولا .. بل إن إدانته واستنكاره اليوم أمرا مستغربا.
ولتزايد عدد الأنظمة العربية التي تسعى للتطبيع مع كيان الاحتلال ، من الواضح أن حالة اليأس بدأت تتسلل داخل الأوساط الشعبية والحزبية العربية ، لتتحول حالة التطبيع والاعتراف واليأس والانهزام ، إلى ثقافة عامة تسيطر على المجتمعات العربية .
أيا تكن الأسباب التي دعت الأنظمة العربية للاعتراف بالكيان الاسرائيلي ، ومهما كانت المبررات التي دفعت الأنظمة إلى التطبيع مع الاحتلال ، فإن للاعتراف والتطبيع مخاطر ونتائج كارثية .
فماذا يعني اعتراف الانظمة العربية بدولة الاحتلال الاسرائيلي ؟
وقبل الاجابة على السؤال ، لابد من التأكيد مجددا على أن الاحتلال الاسرائيلي هو كيان غاصب للارض العربية ، ويهدد أمن وسلامة المنطقة العربية أفرادا وجماعات ، واستطاع هذا الكيان إقامة دولة من خلال تجميع قطاعات بشرية من مختلف دول العالم ومن خلال عمليات القتل والمجازر ومصادرة الاراضي وبناء المستوطنات ، وبالتالي فإن الكيان الاسرائيلي لا يريد ولا يعمل من أجل السلام ، بل انخرط في مشاريع التسوية مع العرب من أجل تجريدهم من أوراق القوة التي كانت بيدهم ، في وقت كان العدو يعزز من ترسانته الحربية ، ويتيع سياسة القوة والقتل والمصادرة والعدوان .
لذلك ، فإن الاعتراف العربي بدولة الاحتلال ، هو تنكر لدماء الشهداء وتضحيات الشعوب خلال سنوات النضال من أجل التحرير والعودة ، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .
 كما سيؤدي الاعتراف حتما إلى الانفتاح العربي اقتصاديا وتجاريا مع كيان العدو ، وما يعنيه ذلك من ضرب نويات التقدم والتطور العربي .
وسيؤدي ذلك أيضا ، إلى الخضوع لهيمنة القرار الإمبريالي المنحاز كليا لمصلحة العدو ، ما يعنيه ذلك من ضرب مطامح الشعوب العربية في التحرر والتقدم والتطور ، وفك العزلة عن الكيان الاسرائيلي والمساهمة في انعاشه ومده بأسباب البقاء والقوة والتطور ، لأن من شأن ذلك أن يريحه وتوظيف إمكانياته في مشاريع القوة والتطور والنمو ، وفتح الأسواق العربية أمام بضائعه وتجاره ومافياته الحاكمة .
والاعتراف بدولة الاحتلال يعني التخلي عن الحقوق والقبول بتشريد الشعب الفلسطيني في بلاد الشتات وتصفية قضيته العادلة ، والتبرير للاحتلال باغتصاب فلسطين والأراضي العربية المحتلة ، والتفريط بالوطن والتنازل عن الحقوق الوطنية ، الثابتة والمشروعة والاقرار بشرعية دولة العدو وحقها في الوجود والأمن والاستقرار .
إن الاعتراف بدولة الاحتلال ، سيمنحها صك برءة لما ارتكبته من عمليات قتل ومجازر وجرائم.
فتح ابواب الدول العربية أمام الأجهزة الاستخباراتية والجواسيس وأمام المافيات والاستثمارات الاسرائيلية التي لم يكن هدفا لها يوما مصلحة العرب ،بل كان هدفها دائما التخريب وإثارة الفوضى والفتن الداخلية والنهب والفساد.
تعتقد بعض الأنظمة والقيادات العربية أن الاعتراف بالكيان الاسرائيلي وتطبيع العلاقات التجارية مع الاحتلال ، سيساهم في تقربها من الولايات المتحدة الأمريكية ، بهدف دعم سلطتها وسيطرتها ، وتعتقد أن الاعتراف وتطبيع العلاقات مع تل أبيب ، سيبعد عنها الأزمات والاهتزازات الداخلية ، وترى أن تطبيع العلاقات جاء بعد التعب الذي أصيبت به بسبب تعقيدات القضية الفلسطينية ، وجاء بعد الهزائم المتراكمة ، وحالة العجز والاحباط التي سيطرت ، لكن الأنظمة العربية ستكتشف يوما أن الخروج من ميدان المواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي بسبب تكاليفها الباهظة حسب اعتقادهم ، سيكتشف أن ثمن الاعتراف والعلاقات التجارية والدبلوماسية أكثر كلفة ، وستدفع الثمن أضعافا ، لأن أهداف الاحتلال هو السيطرة والاذلال و إخضاع المنطقة لسياسته وحركته الاقتصادية ما يعني تصفية الآخر .
google-playkhamsatmostaqltradent