recent
أخبار الساخنة

*المعاناة هي التي تقف خلف نداءات الهجرة؟*

الصفحة الرئيسية


_______________________
بقلم: أحمد ديوان، ناشط إعلامي فلسطيني
مضت أكثر من ستة عقود على نكبة فلسطين، وما زال شعبنا في الشتات متمسك بحقوقه في أرضه ومقدساته، ويصر بأن النهاية حليفة عودته لمدنه ومزارعه التي هجر منها قسرا بفعل جرائم الاحتلال الاسرائيلي. ومع ثبات شعبنا في الخارج على مبادئه وثوابته يحق له بأي يفكر بما يحسن من مستوى معيشته ويضمن مستقبل أولاده بعد أن اشتدت على رقبته المأساة والحرمان.

لا يخفى على أحد صورة الحياة داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، بيوت لا تعرفها الشمس، وبنى تحتية مهترئة لا تصلح لمجتمعات القرون الخالية، ثم الطبابة والاستشفاء التي تهدد الأونروا بين الفينة والأخرى بإلغاء ما تقدمه من مبالغ لا تسمح قيمتها بذكرها ،فكم من فلسطيني فقد حياته ابنه وهو يقف على بوابات المستشفيات، وإن أردت التحدث عن الحالة العلمية والأكاديمية في مدارس الأونروا فباتت صورة مصغرة  للمجتمعات النائية في إفريقيا، وتزداد المصيبة  بغياب مرجعية فلسطينية والترهل الذي اجتاح الفصائل الفلسطينية ،وقوانين عنصرية تجاه الفلسطيني في لبنان ودولا عربية أخرى تحرم الفلسطيني من الدخول إلى أراضيها، وكأنه من المغضوب عليهم.

ومع إصرار بعض الجهات على تبني مقولة" الفقر يعزز الصمود" متخلين عن إنسانيتهم وكرامتهم في علاقاتهم مع معاناة الشعب الفلسطيني، مخادعين لأنفسهم، بأن منح الحقوق وتحسين مستوى حياة الفلسطيني تنسيه أرضه ووطنه، هم كمن كذب كذبة وصدقها.

سياسة الفقر يعزز الصمود والتعامل بنظرة أمنية مع الفلسطيني أدت إلى إرهاق البينة الاجتماعية داخل مخيماتنا، فالبطالة بأعلى مستوياتها، وتجارة المخدرات باتت تهدد الأمن الاجتماعي والأخلاقي لشبابنا وعائلاتنا، ثم ازدياد حالات الاشتباك المسلح لاسيما في مخيم عين الحلوة الذي تتكرر به المواجهات بشكل مستمر، يخشى أهله من الدخول في نفق مظلم لا يدرك أحد أين نهايته مع تجربة مخيم نهر البارد الذي ما زال أكثر من نصف أهله مشردين.

هذه الأزمات إن بقيت ستدفع بالفلسطيني نحو المجهول وربما نحو ردة فعل معاكسة لا يمكن توقع نتائجها، لأجل ذلك ينادي الكثير من شعبنا في لبنان بضرورة الرحيل أو الهجرة، سمها كما شئت، فكل ما يريده هو الذهاب إلى بلدان أنيقة في احترام وتقدير الإنسان.
ولو قررنا اعتبار هذا التوجه لدى الكثير من أبناء شعبنا في لبنان مطالبة بالهجرة فلا يليق بنا تخوين أبناء شعبنا الذي يعاني الأمرين، فعلى قوى شعبنا وفصائله التعاطي بمقاربة أكثر واقعية في التعامل مع هذا الملف، مقاربة تعي معاناة شعبنا في المخيمات وتجد حلولا لها، وتعزز صموده.

google-playkhamsatmostaqltradent