recent
أخبار ساخنة

منتخب فلسطين يزرع الفخر في كأس العرب






بقلم : لينا مياسي

جاءت مشاركة منتخب فلسطين في كأس العرب 2025 كعودةٍ منتظرة بعد غيابٍ طويل منذ نسخة عام 2012، عودة حملت في طياتها أبعادًا رياضية ووطنية عميقة. ويعود هذا الغياب إلى توقف تنظيم البطولة لسنوات، إضافةً إلى التحديات الكبيرة التي واجهها المنتخب الفلسطيني، لا سيما صعوبات السفر والتحضير في ظل ظروف الاحتلال. ومع عودة كأس العرب بزخمٍ عربيٍّ لافت، حضرت فلسطين لتؤكد أن الغياب لم يُلغِ الحضور، بل أجّله، وأن القضية الفلسطينية باقية، لا تموت ولا تُدفن.

وتميّزت مشاركة منتخب “الفدائي” بتحقيق إنجاز تاريخي تمثّل في التأهل إلى الدور ربع النهائي بعد الفوز على منتخب قطر، في سابقة تُعد من أبرز محطات المنتخب في البطولة. وقد قدّم اللاعبون مستويات فنية عالية، وأظهروا روحًا قتالية وأداءً تنافسيًا يؤكد قدرة الكرة الفلسطينية على الإبداع والمنافسة رغم كل الظروف. كما حملت هذه المشاركة رسالة واضحة تعكس حضور فلسطين واسمها في المحافل الرياضية العربية.

وكان لكل هدفٍ يسجله المنتخب طعمٌ خاص، إذ ارتفع العلم الفلسطيني في المدرجات، وتعالت الهتافات، وعمّت مشاعر الفرح والفخر بين الجماهير. ولم تكن هذه اللحظات مجرّد احتفالات رياضية، بل تجسيدًا حيًّا للصمود الفلسطيني، ودليلًا على أن القضية الفلسطينية ليست حبيسة حدودها الجغرافية، بل حاضرة في وجدان الشعوب. وقد تحوّل حب الوطن والتمسك بالهوية إلى رمزٍ للأمل والفخر، وتأكيدٍ على أن الحقوق التاريخية لا تُنسى ولا تسقط بالتقادم.

كما مثّلت هذه المشاركة شكلًا من أشكال المقاومة الرمزية، حيث واجه الفلسطينيون الاحتلال بإثبات وجودهم وهويتهم على أرض الملعب، مؤكدين أن الرياضة يمكن أن تكون منصة نضال ورسالة سلام وصمود في آنٍ واحد.

لقد أشعلت مشاركة منتخب فلسطين في كأس العرب 2025 مشاعر الفرح والفخر في مختلف أرجاء الوطن العربي، حيث تابع الملايين المباريات بحماس، واحتفلوا بكل إنجاز، معبّرين عن دعمهم الثابت لفلسطين وشعبها. ولم تكن هذه المشاركة مجرد مباريات كرة قدم، بل حدثًا عربيًا جامعًا، يؤكد أن فلسطين حاضرة، صامدة، وأن شعبها ماضٍ في رفع علمه وتحقيق الإنجازات رغم كل التحديات.






google-playkhamsatmostaqltradent