recent
أخبار الساخنة

حنظلة في أزقة المُخيّم

فاطمة مجذوب
صيدا في 17 آب 2017

هو طفل،شاب، رجل. هو توقيع، هو هويّة، هو جنسيّة. هو القضيّة بِذاتها، فمن منّا لا يعرفه، يعيش في كل زوايا فلسطين ومخيّمات اللجوء، مجهول الوجه، هامل للدنيا وما فيها، بصره متجه في اتجاه القضيّة الفلسطينيّة بِقلبٍ قوي مُقيّد يداه عن التطبيع والسَلام مع العدّو انه "حنظلة".

حنظلة تلك الشخصيّة الفلسطينيّة الكاريكاتورية التي رسمها الراحل ناجي العلي عام 1973، وباتت رمزا اساسيّا في القضيّة لاسيّما بعد اغتياله عام 1987، وعلى شرف ذكراه  اقامت مجموعة"احفاد حنظلة" في مخيم عين الحلوة معرض فوتوغرافي يعتبر الاول من نوعه تحت عنوان "ازقة"، حيث افتتحت المعرض المناضلة الفلسطينيّة "ليلى خالد" بِمشاركة جميع الحضور.

وللمعرفة اكثر حول تفاصيل المعرض واكبنا التحضيرات لهذا العمل، وفي مقابلة خاصة مع الناشط الفلسطينيّ مصطفى عوض قال لنا "ان فكرة معرض "ازقة" مقتبسة من مخيم جباليا في مدينة غزة، نقلنا هذا العمل من مخيّمات فلسطين الى مخيّمات الشتات، وهذه النقلة بمثابة مدّ جسر بين المخيّمات في الداخل ومخيّمات الشتات من جهة وبين من هم اصل الحكاية والحكاية نفسها من جهةٍ أخرى".

وتابع" اردنا من هذا المعرض البسيط ان نثبت للعالم و لانفسنا ان في المخيّمات مبدعين ومفكرين ومثقفين، شَاءت لهم الظروف ان يكونوا مغيبين لا بل غُيبوا عمدا من خلال قوانين تعسفيّة و بطريقة ممنهجة لجعل اللاجىء الفلسطيني مجرد رقم"، فقد تعلمنا من الشهيد غسان كنفاني ان " خيمة عن خيمة بتفرق"، الخيمة اللتي نريدها او المخيّم هي خيمة مثقف مقاوم مناضل، ليست كما يريدون لها ان تكون خيمة مهمشة متهمة.

وشدّد عوض "اتيت من بلاد الغربة الى لبنان لان كان لديّ اصرار ان يكون هذا المعرض في لبنان وتحديدًا في مخيّم عين الحلوة، المخيّم الذي ترعرع وعاش فيه الراحل ناجي العلي وكانت وصيته ان يدفن فيه، لذلك تمجيدا ووفاء له في ذكراه يقام اليوم على مدخل المخيم هذا العمل الذي يتضمن اكثر من ثمانين صورة حيث شاركه فيه قرابة الـ 25 مُصوِّرا ومُصَوِّرة بالاضافة الى كتابة كلمات على الجدران خطتها ريشة الفنان احسان الحسن".

ومن جهته اكد لنا الناشط الشبابي محمود ابو النصر " كان هناك اصرار من قبل كل فرد منا ان يكون هذا المعرض جماعي لان هناك الكثير من المبدعين في المخيّمات لا تسمح لهم الظروف الاقتصادية وبعض القوانين اللبنانيّة التعسفيّة بحق اللاجئ الى العمل في معرض خاص لهم"، وشدّد "ان مجموعة احفاد حنظلة مستمرة في نشاطاتها، اليوم ولد النشاط الاول، وان حنظلة باقٍ في داخل قلوبنا، فناجي طالته يدّ الغدر وترك لنا حنظلة، لنقف خلفه ونستمد منه الصبر والامل حتى ان تنجح الفكرة ونرفع راية حنظلة في يوم العودة".
وختم ابو النصر "رحل ناجي جسدًا وترك لنا فكرة حرة تنير لنا طريقنا وترسم لنا خارطة فلسطين الحقيقية التي كان يرددها دائما من المي للمي من الجليل حتى النقب والفكرة لا تموت ونحن اليوم هنا لنزرع في ذهن شبابنا وشاباتنا هذا الفكر المستنير، لنردد كلنا حنظلة سيفك قيوده قريبا وسيرجع للشجرة ليكبر وينمو، فأننا على العهد باقون فنحن احفاد حنظلة واحفاد ناجي العلي الذي تعلمنا منه ومن رسوماته ان العدو هو اسرائيل بوضوح، ومن يضحي بحقوق الشعب الفلسطيني هو خائن، سنكمل المسيرة بصدق وجرأة وننتقد كل من يتمادى على الوطن بلذاعة جارحة".

اذا في كل نشاط يثبت ابناء الشعب الفلسطيني في الشتات تمسكهم بحق العودة، مؤمنون بكل ما لديهم ان حنظلة هو سلاح ينظرون من خلاله بثقة نحو فلسطين، وانه سوف يبقى وجهه مجهول حتى "تصبح الكرامة العربية غير مهددة وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بِحريته وإنسانيته، ومع ذلك يبقى التعب الأكبر هو مواصلة المشوار بكل ما فيه من تناقضات وهموم ويبقى في الأعماق تعب الوطن ذلك الذي يبشر به حنظلة بكثير من الأمل” هكذا اكد للشعب الفلسطيني الراحل ناجي العلي عندما سُئل عن وجه حنظلة.

google-playkhamsatmostaqltradent