طالعنا واحد من الذين يطلقون تصريحات غير مسؤولة و مثيرة للجدل،
بالحديث عن يهودية البراق ! شخص كلما ظهر على القنوات الصهيونية
باعها مواقف مجانية لا علاقة لها بالاجماع الوطني ، و مُستنكَرة من
قبل شعبنا و امتنا العربية و الامة الاسلامية . انه يستغل عدم المساءلة
من اية جهة رسمية او قانونيه على تصريحاته الغريبة و المثيرة للشكوك .
ربما كان هذا المسؤول الكبير في تنظيمه اطلق مواقفه عن جهل بتاريخ
فلسطين ، و لا يبالي بقدسية هذا المكان عند شعبنا الفلسطيني و امتنا العربيه .
بلا شك ان الرجل لا يعرف ماذا قدم شعبنا من تضحيات منذ فترة
الانتداب الانكليزي و الى الان دفاعا عن حقه بمقدساته الاسلامية في فلسطين .
فحائط البراق هو وقف اسلامي و جزء لا يتجزأ من المسجد الاقصى .
لهذا فان شعبنا عندما شعر بمخاطر تهدد حائط البراق خلال مرحلة الانتداب،
قام بثورته العارمة التي شملت معظم الاراضي الفلسطينية في آب عام 1929
و قدم 116 شهيدا و 232 جريحا بالاضافة لمئات المعتقلين . و تم اعدام
ثلاثة من اشهر الثوار في تلك المرحلة الشهداء فؤاد حجازي و عطا الزير و
محمد جمجوم . لقد فرضت ثورة البراق على سلطات الانتداب ان تتخذ
خطوات منعت فيها اليهود الاقتراب من الحائط الاسلامي ، كما و اجبرت
عصبة الامم ان ترسل مندوبين للقدس لدراسة الامر و تحديد الجهة
المسؤولة عن البراق و هو ما ادى الى اتخاذ قرار في تشرين الاول عام
1930 باعتبار البراق للمسلمين و جزء من الاقصى المبارك . و لا يزال
شعبنا يرفض اية اجراءات صهيونية تهويديه للبراق و القدس بل و في
اي مكان من فلسطين ، و لم يخول الشعب الفلسطيني اية جهة محلية او
اقليمية او دولية بالتفاوض او المساومة على اي شبر من الارض الفلسطينية .
ان تلك التصريحات التي صدرت من المسؤول الفلسطيني لا تمثل شعبنا
و لا تعني احد سواه ، فهو و غيره من المهووسين بخرافة التسوية
لا يملكون الحق بالحديث نيابة عن شعبنا في مسائل مصيريه و في مستقبل
مقدساته . ان مثل تلك التصريحات لا تسئ لمطلقيها فقط بل لشعبنا ، و هي
تقدم مبررا لاعمال التهويد المبرمجه في القدس ، و تعتبر موافقه رسمية
فلسطينيه باعمال تغيير معالم القدس على طريق شطب هويتها الفلسطينيه .

