وكالة القدس للأنباء - خاص
شكل انتصار الأسرى الفلسطينيون بإضرابهم عن الطعام لفترة 41 يوماً، فرحة عارمة في نفوس اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، مثلما كان وقع الانتصار عظيما داخل الساحة الفلسطينية برمتها، من اراضي ال48 والضفة المحتلة والقطاع المحاصر.
"وكالة القدس للأنباء" جالت على بعض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، والتقت المواطنين واستمعت إلى آرائهم، وهم الذين أجمعوا على أن انتصار الأسرى هو انتصار لكرامة الأمة. مطالبين الأمتين العربية والإسلامية بالتحرك الجاد والفعال والمتواصل من أجل دعم الأسرى والعمل على إطلاق سراحهم.
عين الحلوة: انتم تاج على جبين أمتنا
محمود عبد الغني ابن مخيم عين الحلوة أكد لـ"وكالة القدس للأنباء"، أننا "نثق بالأسرى ونؤيدهم في أي اتفاق يعلن عن طريقهم، وإننا نشد على أيديهم ونأمل أن يمن الله عليهم بفك أسرهم بالقريب العاجل ويمن عليهم انتصارا عزيزا مؤزرا، يقدمونه للشعب الفلسطيني، ولأمتنا العربية والإسلامية بالشهر الكريم".
وأشار اسلام سلامة إلى أن "أسرانا البواسل كعادتهم دافعوا عن كرامة الأمة في أي مكان كانوا، فهم أثناء حريتهم خارج السجون لم يدخروا جهدا للدفاع عن وطنهم وأرضهم، أما الآن فهم ومن خلف القضبان أبوا إلا أن يصنعوا انتصاراً بأمعائهم الخاوية وأجبروا السجان الغاصب أن ينحني مذلولاً ليلبي مطالبهم العادلة... وهم اليوم يسطرون أروع انتصار من خلف القضبان بأمعائهم الخاوية المملوءة بالكرامة والعزة والعالم ينظر إليهم متسائلاً ما هو نوع هؤلاء البشر الذين يقاتلون بامعائهم الخاوية، وما هي هذه الأرض التي تستحق كل هذه التضحيات وهذا الجوع المضني؟"
وقالت الناشطة الإجتماعية إنصاف عويد، "بعد واحد وأربعين يوماً جاء النصر المؤزر، واندحرت كل مساومات العدو المتغطرس وجميع المؤامرات التي حاكها، إنها العزة التي جعلها الله لنفسه ولرسوله وللمؤمنين."
وأضافت: "تجسدت في صمود أسرانا البواسل والثبات على القرار الذي أتخذوه، مما كسر غطرسة وطغيان بني صهيون، نعم فليسمع كل العالم صرختنا، فليسمع أننا لغير الله لا لن نركع... خلف القضبان قادوا ثورتنا دون المدفع وصبروا وصابروا ورابطوا بأمعاء لم تشبع هنيئا لصمودكم يا من صنعتم من سجنكم حرية النفس بالقرار والمثابرة والعزة والفخر، أنتم تاج على جبين كل حر وشريف في هذا العالم الظالم".
واعتبر الأستاذ علي عيسى، أن "أسرانا البواسل هم قادة الأمة إذا كان هناك بقية من الأمة، وللأسف الشديد بقينا لوحدنا في الميدان بمواجهة أخطر عدوان تتعرض له أمتنا".
البرج الشمالي: وقفوا كالجبل بوجه السجان
وقال الشاعر الفلسطيني ابن مخيم برج الشمالي جهاد الحنفي" لـ"وكالة القدس للأنباء"، إن "مجرد وقوف الأسرى بأمعائهم الخاوية وأجسادهم العارية هو انتصار كبير. أما وقد قرروا الوقوف كالجبل بوجه سجانهم وانتصروا بعد معركة مريرة، فهذا يؤكد أولاً قوة الحق الفلسطيني وأن سجانهم أصبح عارياً أمام العالم وبدأ بأضعف صورة، وهو الذي يمتلك كل القوة وجد نفسه عاجزاً عن كسر إرادتهم وعن تحطيم معنوياتهم."
ورأى بأن "الأسرى أعطوا صورة مشرقة للصمود الأسطوري ونموذجاً عظيماً لمفهوم الوحدة الوطنية، ورسالة للعالم أن السجان لا يفهم إلا لغة التحدي".
واعتبرت فاطمة خضير، أن "هذا الانتصار يحمل رسائل وأبعاد عديدة، أهمها أن سلاح الإرادة والأمعاء الذي استعمله الأسرى في معركتهم استطاع إخضاع الأسلحة النووية والمتقدمة التي يملكها الاحتلال الإسرائيلي، هؤلاء الأسرى لا يخضعون لسجانيهم ولو كان ثمن إضرابهم عن الطعام وعكات صحية مميتة".
مخيم البص: انتصار تاريخي
وأعرب ربيع عبدالله ابن مخيم البص عن فرحه بحماس شديد قائلاً: "هذا الانتصار ليس انتصار عادي، بل هو انتصار تاريخي لأن هذه الحرب هي الأولى من نوعها في العالم، وكما شهدنا إضرابهم وصمودهم عن الطعام 41 يوماً أجبر العدو على أن يخضغ لمطالبهم، وهو انتصار ليس فقط لفلسطين بل للأمة بأسرها."
مخيم شاتيلا: رفعوا هاماتنا ورؤوسنا
واعتبر أبو أيهم استيتان من سكان مخيم شاتيلا أن "رضوخ العدو الصهيوني لمطالب الأسرى وقبوله بالتفاوض معهم إشارة إلى تلاحم كافة أطياف الشعب الفلسطيني ووقوفه وراء هؤلاء الأسرى الذين صنعوا النصر الكبير".
ووجهت نهاد سرور عبر "وكالة القدس للأنباء" تحية إجلال وإكبار لأسرانا في سجون الاحتلال، وقالت: "نحتفال بانتصارهم بإرادتهم الصلبة على السجان ونجاخهم في تحقيق مطالبهم المحقة، وهذا أكبر نصر لنا وإن شاء الله نصر وارءه نصر حتى تحقيق العودة إلى فلسطين".
وباركت فرح هنداوي للأسرى البواسل بأنهم استطاعوا الصمود بإضرابهم عن الطعام طيلة هذه الفترة الطويلة وتمنت من الوطن العربي بأن يمد يد المساعدة للأسرى من أجل الإفراج عنهم لأن هذا نصر للأمة وليس فقط لفلسطين، ونؤكد دعمنا ووقوفنا إلى جانبهم في أي إضراب يخوضونه".
أبو عدي قال لوكالة القدس للأنياء": من قائدهم إلى أصغر أسير فيهم رفعوا هاماتنا ورؤوسنا وأحيوا الأمل فينا، هم الذين صبروا وقاوموا المحتل الجلاد في عتمة الزنزانة رغم الصمت".
وانتقد ابو عدي غياب التحرك الشعبي في العالمين العربي والاسلامي... حيث "لم نشهد أي مسيرة أو دعم فعلي لهؤلاء الأسرى"..
ووجه أبو عدي "التحية لأسرانا البواسل فرداً فرداً، أقبل أياديهم.. أقبل أرجلهم.. أقبل عذاباتهم التي انتهت بتتويج انتصاراتهم بفرض مطالبهم على الجلاد الصهيوني"، مؤكداً بأنها "لن تكون المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، سيتبعها إضرابات أخرى حتى يتم تحرير كافة الأسرى".
وقال: "هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة، ونأمل من كل الوطنيين والشرفاء في فلسطين أن يعملوا على الوحدة فبغير الوحدة لن يتحقق أي شيء".
وحيت زينب الحاج صمود الأسرى الأبطال وقالت: "نحن معكم، انتم قمتم بعمل جبار وأجبرتوا العدو الصهيوني بأن يرضخ إلى مطالبكم وهذا انتصار لكم".
