recent
أخبار ساخنة

مرحلة نضالية لما بعد “إضراب الكرامة” بقلم: عبد معروف

الصفحة الرئيسية

ليست هي المرة الأولى التي يدخل فيها شعبنا الفلسطيني ميادين الصراع مع الاحتلال الصهيوني ، ولم يغادر شعبنا ميادين النضال والثورة في مواجهة مخططات الاحتلال ومشاريعه التصفوية والتهويدية للأرض والشعب ، وقد اتخذ شعبنا الفلسطيني كافة أشكال النضال والمقاومة لمواجهة الاحتلال من أجل تحرير الأرض ونيل حقوقه المشروعة .
فالثورات الشعبية تواصلت منذ وعد بلفور عام 1917 رفضا للاحتلال وللاستيطان وعمليات التهويد والسيطرة ، ووقفت في وجه الاحتلال وعملياته العدوانية على الأرض والشعب وقاومت مصادرة الأراضي وسياسة الاحتلال التهويدية في القدس والأراضي المحتلة .
ودخل شعبنا اليوم كما دخل دائما ميادين الصراع مع الاحتلال الصهيوني دفاعا عن حقوق الأسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية باعتبارها معركة الكرامة الوطنية ، وأعلن الشعب تضامنه مع الاسرى من أجل تحقيق أهدافهم الانسانية العادلة ، إلا أن تحقيق هذه الأهداف الانسانية لا يعني بأي حال من الأحوال أن ميادين الصراع قد أغلقت ولا يعني أن الاحتلال تراجع عن سياسته العنصرية ، ولا يعني أن الاحتلال أطلق سراح الأسرى والمعتقلين.
وإذا كان إضراب الكرامة هو اليوم أحد أبرز ميادين المقاومة في وجه الاحتلال وهم أحد حلقات الصراع معه ، إلا أنها حلقة أولية أمام الأهداف التي يجب استمرار النضال من أجلها وفي مقدمتها إطلاق سراحهم وتحقيق أهدافهم في تحرير وطنهم.
من هنا نرى ضرورة أن تتواصل حلقات النضال والثورة في وجه الاحتلال وأهمية وضع إضراب الكرامة في إطار النضال الفلسطيني العام من اجل الحرية وتحرير الأرض ، وهذا لا يمكن له أن يتحقق إلا في إطار ثورة شاملة تمتلك الوعي والتنظيم .
وهل هذا ممكن في مثل هذه المرحلة ؟؟
طبعا ، إن ذلك ممكن ، لأننا شعب حي ، وصاحب إرادة قوية ولديه القدرة على الاستمرار بثورته من أجل تحقيق أهدافه الوطنية ، طبعا إن ذلك ممكن لأن لدى شعبنل القوة على تفجير الثورة في وجه الاحتلال .
ولا شك أن إضراب الكرامة داخل سجون الاحتلال ، وما شهدته الساحة الفلسطينية من وقفات تضامن ، أكد أن شعبنا مازال لديه القدرة على المقاومة ولم يتخل عن خيار الثورة ، كما لم يتخلى عنها عبر تاريخ الصراع مع قوى الاحتلال .
فنحن أمام مرحلة صعبة وخطرة ، ربما لا تقل فيها عن المخاطر التي واجهتها قضيتنا الوطنية خلال العقود الماضية لكننا اليوم امام مرحلة انكشفت فيها السياسات والمخططات وأثبت أن العدو الاسرائيلي لا يريد ( السلام ) ولا يعمل من اجله ، بل يريد استسلاما كاملا يحول شعبنا إلى مجموعة من البشر تبحث عن حقوق إنسانية بعيدا عن حقوقه الوطنية التي سقط من اجل الشهداء وقدم من أجلها التضحيات .. وعلى هذا الشعب العظيم أن يؤسس على هذه المحطة النضالية من خلال إضراب الكرامة .. والوقفات التضامنية ، والشعب قادر على بلورة خياراته الثورية مهما حاولت المشاريع حرفه عن مساره ، ومهما حاولت جهات مختلفة بث روح اليأس والاحباط في نفوسه .
هذا هو المشروع الذي يُفترض أن يتبلور في المرحلة الراهنة، محمولا على أكتاف الشباب الذي فجر الثورات الفلسطينية والعربية عبر التاريخ، ويعمل اليوم على تطويرها في سياق الوصول إلى انتصارها.
google-playkhamsatmostaqltradent