ربما تراهن هذه المنظمة الدولية على عامل الوقت لفرض تقليصاتها
كأمر واقع . لقد جرت العادة في مثل تلك الاحتجاجات ان تهب الجماهير
الغاضبة للمطالبة بحقوقها ثم تنخفض المطالبات شيئا فشيئا حتى تختفي .
قد يكون هذا منطقيا في مسائل مطلبية صغيرة ، كالتخفيف من المساعدات
العينية ، او فقدان انواع من الادوية ، او اختفاء كتاب مدرسي او قرطاسية
او مثيلاتها من الاشياء المهمة التي لا تؤثر على حياة البشر . اما التقليصات
الاخيرة فانها قاتلة بكل المعاني و كارثية بكافة المقاييس ، و سيكون لها
تداعيات لا يعلمها احد الا الله عزوجل . انه حكم بالاعدام على آلاف المرضى
الذين سيكون مصيرهم الموت نتيجة عدم قدرتهم على تسديد التكاليف
الباهضة التي تطلبها المؤسسات الصحية . و ستزداد مآسي المرضى
بشكل مضطرد لان الفقراء من ابناء المخيمات ، و هم الاكثرية الساحقة،
لن يتمكنوا من متابعة علاجات الامراض المزمنة كالسكري و الربو
و التليسيميا و الضغط و غيرها ممن تحتاج لادوية دائمة . و لانهم لا يقدرون
عليها ، فستكون نتيجتها الصحية و الاجتماعية و الانسانية كبيرة .
لقد تأسست هذه المنظمة لاغاثة و تشغيل اللاجئين ، و هي مسؤولة
عن هذه المهمة حتى تختفي اسباب إنشاءها . هذا لن يكون الا
بعودة اللاجئين من حيث اتوا ، الى قراهم و مدنهم و اراضيهم في فلسطين .
اذا كان القائمين على المنظمة الدوليه و الدول المانحة و المتآمرين
على ارواح ابناء المخيمات يعتقدون بان اجراءاتهم و تعسفهم سيفرض
على شعبنا مواقف سياسية و مبدئية فانهم واهمون ، لان الشعب الفلسطيني
في مثل هذه الظروف يزداد صلابة في مواقفه و تمسكا في حقوقه
بل و ستكون تلك الاجراءات سببا من اسباب جنوح البعض للتطرف
لان الضغط يولد الانفجار ، و الشعور بالظلم و القهر لا يولد الا التطرف .
آن الاوان لرفع الظلم عن الفلسطيني عموما و اللاجئ بوجه خاص .
بارك الله بكل من ساهم بهذه الوقفات في وجه عملية القتل الجماعية ،
لن تفشل جهودكم بإذن الله و ستتحقق مطالبكم مع مزيد من الصبر و الاصرار .

