زميلاتنا، زملاؤنا،
يعبر اتحاد المعلمين في لبنان عن غضبه العارم واستنكاره الشديد *لقرار إدارة الأنروا القاضي برفع الحد الأقصى لعدد الطلاب في الصف الواحد إلى 50 طالبًا*، في خرق فاضح للاتفاقية الموقعة سابقًا مع الاتحاد، والتي نصَّت بوضوح على 43 طالبًا كحد أقصى، وتقسيم الصف عند تجاوزه، حفاظًا على جودة التعليم وضمان بيئة مدرسية آمنة وصحية.
إن هذا القرار *يكشف زيف الشعارات التي تتشدق بها المديرة العامة و فريقها و إدارات التعليم صباح مساء حول “جودة التعليم” و”تحقيق أفضل النتائج”*، بينما هم في الواقع أول من يضرب هذه الجودة في الصميم عبر قرارات ارتجالية، لا تستند إلى أي أساس تربوي أو إنساني. والأدهى من ذلك، أنهم يلجؤون إلى إلقاء اللوم على الطاقم التعليمي عند أي تراجع في النتائج، متجاهلين أن ازدحام الصفوف وقلة الإمكانيات وضغط العمل ما هي إلا نتائج مباشرة لسياساتهم غير المدروسة والموجهة بحجج واهية.
لقد سئمنا هذا النمط من الإدارة الذي يتعامل مع التعليم وكأنه نظرية مكتوبة على الورق، بعيدة عن الواقع، حيث تتحول الإدارات إلى آلات للخطابات النظرية، *بينما يكافح المعلم وحيدًا في الميدان للحفاظ على ما تبقى من كرامة المهنة ورسالتها.*
كما *يدين الاتحاد محاولات إدارة الأونروا دمج بعض المدارس* في مناطق متعددة مثل صور كالنقب وفلسطين، إضافة إلى مدارس في بيروت وصيدا، إلى جانب سياسة تخفيض أعداد المياومين إلى النصف، والتي ناضل الاتحاد سنوات لأجل انصافهم.
*ويستغرب الاتحاد تساوق بعض الجهات مع هذا الملف بحجة التمويل*، ضاربين بعرض الحائط كل القيم والقوانين الدولية التي تؤكد على وجوب تقديم خدمة التعليم ببيئة آمنة وسليمة.
*ويؤكد الاتحاد رفضه القاطع لهذا القرار، واعتباره انقلابًا على التفاهمات، وإهانةً لكرامة المعلم، وإضرارًا بمستقبل الطالب. ويدعو الأهالي، والمجتمع المحلي، وكل الأطر التربوية والشعبية إلى التحرك الفوري لمواجهة هذه المهزلة وإجبار الإدارة على الالتزام بما تم الاتفاق عليه.*
ويحذر الاتحاد من أن أي استمرار في هذا النهج الاستفزازي *سيقابل بخطوات تصعيدية حاسمة، قانونية وميدانية،* لأن حقوق الطلاب والمعلمين ليست مجالًا للتجارب ولا أوراقًا في خطابات المسؤولين.
*وأخيرًا، نود لفت الانتباه إلى أن من يظن أن قرار إقصاء قياديي اتحاد المعلمين سيجعل الساحة له خالية، ويتيح له التفرد بقطاع التعليم بقرارات عبثية، بالتنسيق مع بعض أصحاب المصالح الضيقة والشخصية، فهو واهم ويراهن على سراب...*
*و إن غدًا لناظره قريب.*
-انتهى البيان-
*اتحاد المعلمين في لبنان*
*الخميس، 14 آب 2025*

