recent
أخبار ساخنة

*عدالة الغرب تسقط أمام الدم الفلسطيني*



أبو شريف رباح

14\8\2025


بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ 678 على التوالي، مرتكبا جرائم حرب وإبادة جماعية في ظل حصار خانق وتجويع ممنهج للسكان، ومتعمدا استهداف النازحين عبر القنص والطائرات المسيرة وهم في طريقهم إلى أماكن توزيع المساعدات الإنسانية يهرع العالم المتحضر وعلى رأسه الإدارة الأمريكية بكل قوة لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، وفي الوقت ذاته يمد كيان الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح والدعم اللوجستي ويسهم في حرمان الإنسان الفلسطيني من أبسط حقوقه الإنسانية حقه بالحياة.


هذا العالم الذي يتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان يتعامل مع القضية الفلسطينية ومع العدوان على غزة بمعايير مزدوجة وفاضحة فالقضية الفلسطينية عامة والعدوان على غزة خاصة ليست أعقد من حرب روسيا وأوكرانيا أو أي نزاعات دولية أخرى لكنها ضحية إرادة أمريكية إسرائيلية مصممة على إبقاء غزة مشتعلة خدمة للمصالح السياسية الإسرائيلية والمشاريع الاستعمارية الأمريكية في المنطقة.


كيف يمكن للعالم أن يتحرك بسرعة البرق لحل قضايا أقل مأساوية من قضية غزة بينما يقف صامتا أمام مشهد مدينة تسوى بالأرض وأطفال يموتون جوعا ويدفن العشرات من الشهداء في حفرة واحدة، الإجابة ليست في عجز العالم بل في غياب الضمير وفي تحكم المال والنفوذ في القرار الدولي، لقد ماتت الضمائر وسلبت الإرادة من عواصم القرار وأصبح من يفترض بهم أن يحرسوا القوانين الدولية أكبر المنتهكين لها خاضعين لغطرسة "الغول الأميركي" ومنظومة النفوذ والقوة التي يملكها.


إن ازدواجية المعايير لم تعد مجرد مصطلح أكاديمي بل واقع حي يعيشه الفلسطينيون يوميا فالدم الفلسطيني يستباح بلا محاسبة ودم آخر تعقد لأجله المؤتمرات الدولية وتفرض العقوبات وتفتح خزائن السلاح، وفي غزة يتكلم الموت بصوت أعلى من كل شعارات الحرية والعدالة التي يتغنى بها العالم.


وبيمنا الحق الفلسطيني لا يزال أسير قفص السياسة الدولية المؤيدة لإسرائيل، فإن التاريخ لن يرحم هذا الصمت المريب وسيكتب أن الإنسانية في زمن غزة كانت شعارا على الورق، وسيكتب أن الحقيقة هي مجازر وإبادة شاملة تبث على الهواء مباشرة والعالم كله يتفرج على المذبحة.

google-playkhamsatmostaqltradent