recent
أخبار الساخنة

*بيان صادر عن قيادة حركة فتح إعلام الساحة اللبنانية بمناسبة رحيل الرمز ياسر عرفات*



*بسم الله الرحمن الرحيم*
*((مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا".))* صدق الله العظيم.
*يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل وفي الخارج.*
*يا شعوب العالم المؤيدة والمناصرة للقضية الفلسطينية.*
في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني من العام 2004 رحل القائد الفلسطيني التاريخي الرمز ياسر عرفات إلى العالم الآخر، إلى جنان الخلد حيث الانبياء والرسل والصالحون بعد أن امضى مسيرة كفاحيةً وجهادية تصدى خلالها للدول المعادية التي استهدفت شعبنا في الداخل والخارج وخاصة الاحتلال الصهيوني، و هي التي ارتكبت الجرائم والمجازر بحق الأطفال والنساء وأهالي المخيمات والاماكن الدينية.
*اليوم نستذكرك أيها القائد المجاهد، والذي كنتَ القلبَ النابض في حياتنا، وانت الذي كنت تزرع فينا الايمان بالتحرير، وحتمية النصر مهما طال الزمان، لقد كنت في حياتك القائد الساهر على مستقبل شعبه، والمؤتمنَ على أرضه ومقدساته، والحارسَ الأمين على قضية فلسطين، ولأنك كذلك فقد كنت ليس فقط رئيسا وانما رمزاً وطنياً دخلتَ التاريخ من أوسع أبوابه، وأصبحتْ كوفيتك رمزاً عالمياً للدلالةِ على قائدٍ مخضرمٍ في خوض الحروب ضد الاحتلال، والاستعمار، والصهيونية، ودَّعتَنا ولكن كوفيتَك المعهودة ظلت ترفرفُ في كل المناسبات، تزيِّنُ الرؤوس والأكتاف، والأعناق، وأصبحت الكوفية رمزاً فلسطينياً دولياً تفهمه كلُّ الشعوب.*
يا سيادة الرئيس لقد ودَّعتنا وأنت تقف على باب الطائرة منهكاً من قسوة الامراض القنَّاكة، وكان الوداع قاسياً عليكَ وعلينا، لكنها سُنَّة الحياة، فأنت غيبَّك الموتُ لكنك ما زلت في قلوبنا، وعقولنا.
لقد رحلت سيادة الرئيس بعد أن كرَّسْتَ حياتَك لإزالة عهد النكبة والتشرد وإعادة الحقوق لأصحابها، وإضاءة شعلة الانتصار من خلال إعادة فلسطين إلى أهلها، ورفض شعارات التيه والضياع والخداع.
ولد محمد عبد الروؤف عرفات القدوة، الرئيس الرمز ياسر عرفات في القدس في 4/8/1929، تلقى تعليمه في القاهرة، ثم التحق بالضباط الاحتياط للجيش المصري، وقاتل في صفوفه منذ العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956، وقد تخرَّج مهندساً في جامعة فؤاد الأول - القاهرة.
*لقد انخرط في مرحلة الشباب في الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال الانضمام إلى اتحاد طلاب فلسطين، كما أنه كان في مقدمة الثلة الأولى، والخلية الأولى التي بدأت بتأسيس وبناء الخلية الأولى مع رفاق دربه الأوائل في 1957، ثم تطورت الخلية القيادية الأولى العام 1959 بوجود خليل الوزير أبو جهاد، وأبو مازن، وصلاح خلف، وخالد الحسن وغيرهم، وكان هو الناطق الرسمي باسم حركة فتح في العام 1965.*
وفي العام 1969 انتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ومع تعاظم الوجود السياسي الحركي، والفلسطيني انتخب في العام 1973 قائداً عاماً لقوات الثورة الفلسطينية. ومع تطور الأداء السياسي والوطني على المستوى الدولي وخاصة خطابه التاريخي العام 1974 أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حصل الرئيس الرمز ياسر عرفات على العديد من الأوسمة، وشهادات الدكتوراه الفخرية من مختلف جامعات العالم.
*لقد تميَّزت سيرة القائد الرمز ياسر عرفات بالبطولات العسكرية، والاصرار على الصمود خاصة في المعارك الإستراتيجية ذات الثقل الحربي والتكنولوجي، والتدميري، وهذا ما حصل العام 1982 حيث خاض معركة الصمود في بيروت ضد العدوان الصهيوني.*
هذا الصمود في بيروت هو محطة تاريخية، وقد قدمنا ومعنا شعبنا اللبناني نموذجاً رائعاً في الصمود وجهاً لوجه ضد الاحتلال الذي استخدم أسلحته التدميرية لتصفية القضية الفلسطينية.
ونحن نتحدث عن سيرة حياة الرمز ياسر عرفات، وخاصة بعد الصمود في بيروت حيث تعززت مكانته ففي العام 1987 أعيد انتخابه رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
إن استمرار صموده التاريخي بوجه المؤامرات عززت ثقة شعبه، وشعوب العالم الحر به وبقيادته، وفي 15/11/1988 تمَّ إعلان إستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة برئاسة الرمز ياسر عرفات. كما اختاره المجلس المركزي الفلسطيني في 12/10/1993 رئيساً للسلطة الفلسطينية، وهذا ما تم تجديده في الانتخابات العامة في 20/1/1996 .
*ونحن نتحدث عن سيرة الرمز ياسر عرفات لا بد أن نتوقف عند المحطة التاريخية في الصمود والتصدي للرمز ياسر عرفات خاصة عندما قام شارون بفرض الحصار الكامل على المقاطعة، وخاصة المكان الذي كان يتواجد فيه الرمز ابو عمار مع القيادات والمرافقين المحاصَرين معه هناك ومنهم القائد الوطني الأسير أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومن معه، لقد تعمَّدَ الاحتلال تدمير جزء كبير من المبنى بقذائف الدبابات والطائرات، وفي الوقت ذاته ولتشديد الخناق على الرمز ياسر عرفات ومن معه قامت قوات الاحتلال إضافة إلىى قصف المقاطعة، قامت بقصف جميع مقرات الرئيس في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، اضافة الى تدمير مطار قطاع غزة الدولي وطائرات الرئاسة المروحية للحيلولة دون تنقل الرئيس.*
يا جماهير شعبنا الفلسطيني أينما كنتم وأينما حللتم...
في هذه الذكرى الأليمة، ذكرى رحيل رمزنا الوطني الشهيد القائد ياسر عرفات، فإننا نستذكره في كافة المحطات النضالية والتاريخية من كفاح شعبنا الوطني ضد الاحتلال الصهيوني، ومشاريعه التصفوية، حيث كان رحمه الله يتصدَّر الاحداث السياسية والاعلامية والوطنية واضعا امامه باستمرار مصالح شعبه الاستراتيجية، وتطلعاته المستقبلية وكان باستمرار يضع نفسه في جوف الاحداث، ويتعرض للقصف ومحاولات قتله العسكرية باستخدام الصواريخ او القذائف.
التي كانت تدمِّر ابنيةً بكاملها، لكنه من خلال حسِّهِ الامني كان يتنقَّل بين الابنية والأحياء مصرّاً على ان يبقى بين ابناء شعبه في وسط بيروت، أو في صيدا، او في جنوب لبنان، أو في أي ساحة يتواجد فيها لأنه الرمز الوطني المقاوم والذي لا يساوم، وانما رهن نفسه وحياته ليكون في خدمة شعبه، وقضيته العادلة ، وتحرير المقدسات من براثن الاحتلال.
*لقد بقي صامداً في المقاطعة ومن معه، ورغم مرضه الشديد لم يفكر أن يغادر المقاطعة ألاَّ بعد إن تعرَّض لعملية الاغتيال بالسم من أحد العملاء، ورفض الخروج من المقاطعة وحدهَ حتى أقنعه الاطباء بوجود مؤامرة تسميم لجسده، فاضطر أن يغادر المقاطعة، وسرعان ما غادر الدنيا بكاملها ليكون في ضيافة الخالق جلَّ وعلا. لقد أثبت فعلا وفي المراحل كلها أنه رجل القرار، وأنه القائد العنيد في مواجهة الاعداء، وأنه لا ينام إلاَّ بعد أن يطمئن عن شعبه وقضيته، وكان مفعماً بالايمان، وثقته كبيرة بشعبه وبنفسه لأنه مؤتمن على أقدس قضية إسلامية وعربية.*
أنَّ رحيل ياسر عرفات لا يعني نهاية المسيرة لأن رفاق دربه الطويل منهم من أستشهد ومنهم خاصة سيادة الرئيس أبو مازن أثبت جدراته في هذه المرحلة المعقدة وهو اليوم صاحب القرار ويقود الصفوف رغم كل التعقيدات، والثورة وُجدت لتبقي وتستمر حتى النصر.
رحل الرمز ياسر عرفات، ووضع الأمانة في أعناقنا، وأعناق الاجيال الصاعدة حتى نستعيد أرضنا ومقدَّساتنا، ونحتفل هناك تحت قبة الصخرة وفي رحاب الأقصى.
وإنها لثورة حتى النصر.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار.
والحرية لأسرانا البواسل.
والشفاء للجرحى.
والنصر لشعبنا، والعودة حتماً إلى فلسطين 
وانها لثورة حتى النصر
*حركة فتح - إعلام الساحة اللبنانية*
 11/11/2022
google-playkhamsatmostaqltradent