1\6\2025
أبو شريف رباح
في الوقت الذي تمضي فيه آلة الحرب الإسرائيلية في تدمير قطاع غزة دون هوادة مستهدفة المدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ وتواصل ارتكاب حرب إبادة شاملة عبر القتل والتجويع والحصار، لا تزال الإدارة الأميركية توفر الغطاء الكامل لهذا العدوان وتغض الطرف عن المجازر اليومية بحق الشعب الفلسطيني.
فلقد خرج علينا المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف ليعلن أن رد حركة حماس على المقترح الأميركي "غير مقبول"، رغم أن الحركة نفسها اعتبرت الاقتراح الأميركي أساساً مقبولاً للتفاوض هذا الموقف لا يظهر فقط انحيازا كاملا لإسرائيل بل يفضح ادعاءات واشنطن بالحياد فمتى كانت أميركا عادلة أو حتى محايدة في تعاملها مع قضيتنا؟
ومنذ اندلاع هذا العدوان الإسرائيلي على غزة لم تقدم الإدارة الأميركية أي مبادرة جدية لوقف إطلاق النار أو لإنهاء المأساة الإنسانية بل واصلت تقديم الدعم السياسي والعسكري الكامل للاحتلال ما شجّعه على التمادي في ارتكاب جرائمه مستنداً إلى صمت دولي وانحياز أميركي مطلق.
ورغم جميع الاتفاقات والمبادرات لم تتوقف آلة القتل الإسرائيلية بل ازدادت ضراوة ووحشية في ظل تعنّت واضح من حكومة الاحتلال التي ترفض كل جهود وقف الحرب متسلحة بالدعم الأميركي وتواطؤ المجتمع الدولي، وأمام هذا الواقع الدموي فإننا كفلسطينيين نطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل وممارسة ضغوط حقيقية على الولايات المتحدة لتغيير موقفها المنحاز لإسرائيل وإجبارها على وقف عدوانها فوراً، فالتقاعس عن اتخاذ موقف واضح يشكّل شراكة غير مباشرة في استمرار المجازر بحق المدنيين في غزة.
وفي الوقت ذاته، فإننا نطالب باستعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية التي باتت أكثر من ضرورة بل هي مسألة حياة أو موت، وإن استمرار الانقسام في ظل الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج والحصار الخانق ومخططات التهجير القسري يُعدّ نكبة تضاف إلى نكباتنا الكثيرة، وعلى جميع الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي أن تنضم فوراً إلى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في الوطن والشتات وتسليمها ملف التفاوض كما جرى في لبنان وذلك من أجل إنقاذ ما تبقى من أبناء شعبنا على قيد الحياة قبل فوات الأوان.
وأمام التحديات والمؤامرات التي تستهدف مشروعنا وقضيتنا الوطنية فإن وحدتنا الوطنية هي سلاحنا الأخير في وجه الاحتلال وهي الرد الحقيقي على جرائم الإبادة الجماعية، فلنتوحد أمام العدو ولنوحّد الصفوف من أجل غزة، من أجل الضفة والقدس، من أجل حق العودة للاجئين، من أجل فلسطين، من أجل كرامة الأحياء، ومن أجل دماء الشهداء.