recent
أخبار الساخنة

حرفة تحويل الاندحار إلى انتصار بقلم: ماهر الصديق

الصفحة الرئيسية


صنعة لا ينافسنا بها أحد . فنحن لا نقبل الاعتراف بالفشل ، نعتبره عيب و نقص ،
و ما العيب الا بالبقاء في مستنقع الفشل . ان الفشل الحقيقي ليس في الاخفاق ، او عدم 
تحقيق الهدف ، انما يكون في نكرانه و التعامي عنه و الاستهتار به . نخترع للفشل
 مبررات و مصطلحات ليس لها علاقة بالواقع . مثلا بدل ان نقول هزمنا نقول تراجعنا 
تكتيكيا .. نعيد تنظيم الصفوف .. نراجع الخطط .. نفوت الفرصة على العدو الذي
 يجرنا الى معركة هو من يختار توقيتها .. ننتظر الوقت المناسب للرد ! كلها حجج
 تبرر العجز و عدم القدرة على امتلاك زمام المبادرة . لو كان كل ما يقال بهذا الشأن
 حقيقيا لكان هذا من الذكاء و حسن التدبير ، لكنه كلام للتغطية و قلب الحقائق . انه 
ايضا خداع و تسويف من الطبقة الحاكمة على نفسها و على ابناء الشعب . ان اول
 الطريق لتصحيح المسار يكون بالاعتراف بالاخطاء و الثغرات ، و معرفة مواقع 
القوة و الضعف عندنا و عند غيرنا ، و يكون بمراجعة شاملة تفصيلية نبين فيها
 ما هو ايجابي او سلبي ، و ما هي الاساليب الناجعة و الضرورية . من غير الممكن
 ان نصوب اخطاءنا الا بإدراكها و دراستها و اخذ العبر من تجاربنا و تجارب غيرنا إن
  توفرت . هذا لا يكون بالارتجال و الفردية و التسرع بل بالاستعانة بذوي الاختصاصات
 و بالطاقات الوطنية و باشراك العقلاء و المفكرين و الباحثين ، و ايضا بإشراك الشعب
 في القضايا المصيرية من خلال الاستفتاءات و اللقاءات العامة ، لان الرجوع للموقف
 الشعبي العام و محاكاة المزاج الجماهيري يرفد القرارات الكبرى باسباب الدعم .
 فالهيئات القيادية التي يقف خلفها الشعب تستند الى جدار صلب لا يمكن تحطيمه ، لانها
 حمّلت شعبها المسؤولية عن التداعيات التي يمكن حدوثها ، فربما يكون هناك ضحايا او
 حصار او جوع ، كل هذا سيواجهه الشعب بصمود و صبر، و اصرار على تحقيق الكرامة
 الوطنية و الاستقلال الحقيقي . ان امتنا عموما و شعبنا على وجه خاص بحاجة لخطاب جديد
يقوم على الصدق و الواقعية ، و ليس على المواراة و الخداع و ابتداع المبررات الواهية
التي تهدف الى تحقيق مصالح فئوية او مادية و تغليبها على المصالح الوطنية و القومية .
لا يمكن لعقولنا ان تستسيغ الاذعان المخزي للابتزاز الصهيوني و العودة للتنسيق الامني
و اعادة السفراء لدول التطبيع العربية على انها اختراق و انتصار ! اي انتصار تحقق
بالافراج عن اموال هي اصلا لنا ، اقتطعت من الضرائب التي يدفعها شعبنا او من
 المساعدات التي تبعثها الدول لشعبنا ! انه حق كان محتجز او منهوب تمت استعادته .
كان يجب على السلطة ان تلجأ للمحاكم الدولية للافراج عن المستحقات بدل ان تذعن
للابتزاز و تعود للمفاوضات العبثية و للتنسيق الامني المشبوه . الحقيقة نحن لا نقر هذه
المفاوضات من اساسها ، و لا نقبل التنسيق الامني و لا مبرراته . و لكن لو عدتم لهذا
بعد اظهار " حسن نوايا " صهيونية باطلاق سراح الاسرى و الاسيرات ، المرضى و الاطفال
الذين يعذبون في المعتقلات ، و تعذب عائلاتهم نفسيا . لو جاءت هذه بعد اجراءات صهيونية
بوقف الاستيطان و الاعتداءات و الحصار و التهويد ، لكان مبررا لكم امام شعبنا .
 لكنه للاسف يجيئ و آلاف الاسرى في السجون و الاستيطان ينهب الارض ، و الاعتداءات
على الاقصى و الحصار لغزة و التهويد يدور على قدم و ساق ، و الحكام العرب يريدون اي
تبرير للتطبيع ، نحن من يقدمه لهم بعودتنا للمفاوضات مقابل الافراج عن اموال محتجزة !
و بعد ذلك نقول باننا حققنا اختراق ، و انتصرنا باعادة 3 مليارات الى خزينة السلطة .
ان العودة للمؤسسات القيادية و للرأي الشعبي ضروريا قبل اتخاذ القرارات المصيرية .
لا يمكن لفرد او مجموعة افراد ان يقرروا عن الشعب باكمله و يتجاوزوا الهيئات التمثيلية
للشعب الفلسطيني . لقد دفع شعبنا ثمنا باهظا نتيجة الفردية و التسرع ، و آن الاوان 
ان تقوم المنظمة و معها الفصائل بتكوين لجان وطنية مخلصة متخصصة و مستقلة لبحث
 ما يمكن فعله لمواجهة المخاطر المحدقة و ايجاد السبل التي تكفل لنا التخلص من اوسلو
و تبعاته و بحث امكانية تفعيل العمل الاقليمي و الدولي لمنع الانهيار العربي و التمدد
 الصهيوني في بلاد العرب و كذلك مقاضاة الصهاينة على اعتداءاتهم المتكررة و تهويدهم
للارض الفلسطينية ، و الضغط من اجل اطلاق الاسرى و بالاخص القدامى و المرضى
و النساء و الاطفال . كذلك يجب تشكيل لجان متخصصة لبحث سبل المواجهة على الارض
بكافة الوسائل الممكنة التي تفرض على العدو تقديم التنازلات و تنتزع منه زمام المبادرة .
النصر يكون بتحقيق الاهداف بدون تنازلات قاتلة ، و يكون بالتخلص من قبضة العدو الذي
يكبلنا باتفاقية اوسلو و تبعاتها . النصر يكون بتفريغ المعتقلات الصهيونية من اسرانا ، و بالنجاح
في مقاومة التهويد و ابتلاع الاراضي . و ليس هناك نصر حقيقي الا باجتثاث الصهاينة من
فلسطين و اقامة دولتنا على اراضينا التاريخية و عاصمتها القدس المباركة . اما الافراج عن 
الاموال فهو نصر وهمي لا ينتشي به الا الصغار . 

ماهر الصديق 

               


 


كالكلب الذي ألقوا إليه بقطعة عظم في مكان بعيد عن صغار فذهب منتشيا بنصر موهوم 
فيما خسرصغاره

 

google-playkhamsatmostaqltradent