recent
أخبار الساخنة

ما ارخص هذه الدماء بقلم: ماهر الصديق

الصفحة الرئيسية


لم يكن ليفعلها النظام الانقلابي الاستبدادي لو كان على المركب مستوطنين صهاينة .
و لقد حدث ذلك فعلا بان تجاوز الصهاينة الحدود البرية و البحرية في مناسبات عديدة 
 فعوملوا باحترام شديد و كرموا ايما تكريم ، و اعيدوا الى مستوطناتهم سالمين غانمين .
لم يفعلها السيسي و نظامه الاجرامي عندما هُدد الشعب المصري بمياهه من قبل 
النظام الاثيوبي ، و لن يفعلها و يستعرض قوته الا في وجه العرب في فلسطين و ليبيا
و اليمن و السودان أما في وجه اية قوة غير عربية فإنه يظهر عجزه و خنوعه و جبنه .
اذا سلمنا بان الاشقاء الثلاثة تجاوزوا حدود سايكس - بيكو من اجل لقمة عيشهم هل
يكون الرد بقتلهم لا سيما و ان العلاقة بين مصر و فلسطين عموما و غزة على وجه
الخصوص علاقة عضوية ، فهي بالاضافة لاخوة الاسلام و العروبة فهناك علاقات قربى و 
صلات رحم ، خصوصا بان غزة وقعت تحت الحكم المصري منذ نكبة 48 و الى ان سقطت 
بعد هزيمة مصر في حرب 67 . و غزة بالرغم من الاكاذيب و التلفيق و الفبركة لم تشكل خطرا
امنيا على مصر في كافة الاوقات ، لان الشعب الفلسطيني بطبيعته و ثقافته الاسلامية- العربية
يعتبر كل بلاد العرب بلاده و امن دول العرب من امنه ، و لهذا كان الغزيون يتجاوزون ما
يعانونه من اعتداءات او اعتقالات او معاملة سيئة على الحدود بروح عالية من المسؤولية
لانهم يعتبرون الدماء المصرية دماءهم و الجنود المصريون ابناءهم . و كانت البحرية
المصرية قد اعتدت اكثر من مرة على الصيادين الفلسطينيين و قتلت بعضهم ! و عندما
قذفت الامواج ستة من الصيادين المصريين الى شاطئ غزة في العام الماضي عاملهم
 الغزيون بافضل ما يمكن ان يعامله الشقيق للشقيق ، و كان عليهم من باب رد الجميل
ان يعاملوا اؤلئك الشبان الذين ركبوا البحر بحثا عن قوت عيالهم و رعاية لابويهم
كان عليهم ان يعاملوهم بالحسنى ، او على الاقل يحذرونهم و يهددونهم بالرد اذا 
تجاوزوا الحدود البحرية مرة اخرى ، و لكنهم بدل ذلك عاملوهم بالقتل العمد و هم
يعرفون بانهم لا يشكلون خطرا عليهم . هذه معاملة غير مستغربة من نظام انقلابي
مجرم قتل الالاف من ابناء شعبه في رابعة و النهضة و يعدم يوميا شبان في ريعان
اعمارهم بتهم ملفقة و بلا محاكم و يعتقل عشرات الالاف في ظروف غير انسانية 
و بلا ذنب . انه تصرف طبيعي من نظام جهر رئيسه بالعمل و بكل قوة لانجاح صفقة
القرن ، و ايد اعمال التطبيع المشبوهة و يتآمر بشكل فاضح من اجل تدمير القضية 
الاولى للعرب و المسلمين . رحم الله شهداء لقمة العيش ، و العار على النظام المصري
الاستبدادي الانقلابي ، و لا يسعنا الا ان نردد ما نراه ينطبق على السيسي :
 أسَـدٌ عَلَيَّ وَفي الحُروبِ نَعامَــةٌ *** رَبْداءُ تجفلُ مِن صَفيرِ الصافِرِ
هَلّا بَرَزتَ إِلى غَزالَة في الوَغى *** بَل كانَ قَلبُكَ في جَناحَي طائِـرِ
ماهر الصديق   

   



google-playkhamsatmostaqltradent