recent
أخبار الساخنة

للمرأة الفلسطينية في يوم المرأة ألف تحية وتقديربقلم الإعلامية وفاء بهاني

الصفحة الرئيسية


في يوم المرأة العالمي لن أكتب معايدة لها، ولن أقول لها كل عام وأنتِ بخيرٍ، لن أكرر في يومها الأغر جملاً معهودةً أو كلماتٍ معادةً مكرورةً، بل سأقول لها ....
أنتِ أيتها المرأة العظيمة ... أيتها الإنسانة النبيلة ...تستحقين العيد كل يوم وأن يكون العمر كله لك عيداً، ....
أنت حواء الأولى من صدر آدم خلقتِ ....أنت رفيقة دربه وحياته ... شريكة عمره وأيامه .... أنت رفيقته في كل شيء ....أنت أم إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام أجمعين ...أنت نصف العالم المضيء، بل أنت كل النور والضياء... أنتِ شمس البيارق... وأنت قمر الليل المنير ... لولاكِ لما اعتمر الكون ولا كان وما أشرقت الشمس وغابت ... وما انتشر الإنسان وعم الكون وبنى الحضارات ... فإن كان على هذه الارض ما يستحق الحياة، فإن عليها من يستحق لها الوفاء .... إنها أنت أيتها المرأة العظيمة .... المرأة الأم والأخت والزوجة والابنة ....
أنت أيتها الإنسانة الرائعة إن أعددناكِ أعددنا شعباً طيب الأعراق....
أنت أيتها المرأة المضحية دوماً يا من حملت راية الشرف والتضحية ... أنت مريم التي ضحت فحملت في رحمها رسول السلام عيسى عليه السلام ....
كافحتِ منذ ولادتكِ وما زلت تكافحين، أعطيت منذ فتحت عيونك على هذه الحياة، نسيت نفسك لأجل غيرك، قدمت بلا حساب وأعطيت بلا جزاء ...
اليوم أيتها المرأة العظيمة أراك مظلومةً، فحيث يوجد الظلم نجدك، وحيث يوجد الاضطهاد نجدك، وحيث يوجد الحرمان نجدك، مسكينة أيتها المرأة أصبحت مرادفةً للتعنيف والظلم والقهر والحرمان، ولكنك واثقة مؤمنة، صابرة محتسبة، نراك هنا وهناك تنسين نفسك، وتهتمين بهموم غيرك، وترفعين الصوت مطالبة بحرية الشعوب وحرية الاوطان ...
غربيةً كنتِ أم عربية شرقية كنتِ، فإن وطنك هو الكون كله، وأهلكِ هم الفقراء المحرومين، طبيعتك النقية ورحك الطاهرة ونفسك الشفافة، ترفض الاستعباد والقهر، وتثور على الظلم والجور، وتبحث عن السلام والعدل في كل الدنيا،ـ إذ ليس لوطنك حدودٌ، وليس لهويتك عليكِ قيود.
ما أروعك يا امرأة تجاوزت كل حدود التمييز العنصري، وتخلت عن كل قيود وعيوب التفريق بين بني الإنسان، وقلتِ كلمتكّ الحرة الصادقة.....أنا موجودة حيث يوجد شعبٌ ينشد الحرية... أنا موجودة في كل قارات العالم أبحث عن الحق والعدل والمساواة والعدالة، وليس هناك أعدل قضيةً من قضية فلسطين، التي ناضلت فيها وقاتلت، وضحيت في سبيلها وقدمت، وصبرت من أجلها واحتسبت، فكنت أم الشهيد وزوجته، وابنته وشقيقته.
أكان اسمك راشيل أم فاطمة، أو كان إيفا أو الخنساء لا فرق ولا يهم، فأنت المرأة الحرة المناضلة، الثائرة الصابرة، فالأسماء ليست شيئاً أمام نضالك، سلفيا كان اسمك أو دلال، أو كان مريم أو جميلة، فالأسماء ليست البداية، والهوية ليست النهاية، بل إن المبادئ والمثل هي الاهم.
أيتها المرأة عموماً أينما كنتِ وإلى أي بقعةٍ من الأرض انتميت، اجعلي من يوم المرأة العالمي هذا العام وكل عامٍ هو يوم المرأة الفلسطينية، فهي امرأةٌ تدين لكل نساء الكون بفضلها، وتستحق من سكان الأرض رجالاً ونساءً أن يساندوها ويكونوا معها، ويؤيدوها وينصروها في قضيتها وقضية شعبها، فقد ضحت هذه المرأة وأعطت أكثر من غيرها من بني جنسها، فاستحقت التقدير والعرفان.
فأنت الأم الماجدة التي أرضعت أبناءها عشق الوطن، وأنت الإنسانة التي جعلت النكبة منك امرأة فوق السطور، تسمو عاليا مع النجوم، وتحلق فوق السحاب، وعانق الجوزاء في أبراجها، فقد انجبت أسوداً تزأر ونسوراً تحلق في سماء الثورةِ، 
 مكانك أيتها المرأة الفلسطينية تحت شمس فلسطين والعالم محفوظٌ ومصونٌ، وباقٍ ومضمونٌ، فأنت الصابرة القانتة المضحية المعطاءة ...المؤمنة الطاهرة التي حملت في قلبها حبه الوطن وأخلصت له وضحت في سبيل ...
انت أيتها المناضلة خلقت لأجل حرية الإنسان وكرامته، ونذرت حياتك لخدمة القضايا العادلة ومساندة 
الشعوب المضطهدة، ولكنك نذرت نفسك لفلسطين، فكانت فلسطين وفيةٌ لها.
أيتها المرأة الفلسطينية ... في يوم المرأة العالمي أنحني إجلالا وإكباراً، لك ... لك يا أمي الغالية، وأقول لك يا أمي إني أرى جمال الدنيا بعينيكِ، وألمس الحب براحة كفيكِ، فالحياة أنتِ، السعادة أنت، والجنة تحت قدميكِ ....
أدامك الله لنا نوراً ولا حرمنا من نور عينيك، وطيب قلبك وصدق نفسك وصفاء روحك ....
كل عامٍ وأنت أيتها المرأة بخيرٍ، وكل عامٍ والمرأة الفلسطينية بخير، وإن شاء الله يكون يومها القادم في فلسطين مختلفاً، فتكون عروسها وزينتها، وتكون سيدتها الأولى وامرأتها الحرة العزيزة، ترفل في ديارها بثياب العزة وأثواب النصر.
google-playkhamsatmostaqltradent