recent
أخبار الساخنة

صحافي لبناني يدفع الثمن تشابه الاسماء في اليونان.. وتحركات سياسية واعلامية متضامنة

الصفحة الرئيسية

محمد دهشة
أوقفت السلطات اليونانية، الصحافي محمد صالح أثناء رحلة استجمام مع عائلته في جزيرة "ماكنوس"، بررت الشرطة التوقيف بأنه اشتباه بضلوعه في اختطاف طائرة تابعة لشركة "ترانس وورلد إيرلاينز" (تي.دبليو.إيه) عام 1985 أسفرت عن مقتل راكب أميركي، وان اسمه ورد بوصفه مطلوبا لدى السلطات الألمانية.
وصالح البالغ من العمر 65 عاما، والذي يعاني من مرض الضغط، يعتبر صحافيا مخضرما من الرعيل الاول، اذ مضى عليه في "مهنة البحث عن المتاعب"، أكثر من أربعة عقود من الزمن، وهو مدير مكتب جريدة "السفير" في صيدا سابقا وصاحب موقع "الاتجاه" الاخباري حاليا، وقد عرف بمهنيته ومناقبيته وبأنه صاحب رأي وقلم حر، يدافع عن قضايا الناس دون اي تميز، وقانم بتغطية كل الاحداث الهامة التي وقعت في صيدا والجنوب طوال هذه الفترة.

وابلغت مصادر صيداوية "النشرة"، بان اللافت في عملية التوقيف التي وصفتها بـ "التعسفية"، ان صالح كان قد زار ذات الجزيرة "ماكنوس" أكثر من مرة خلال رحلة استجمام عائلية ايضا برفقة زوجته ليلى السعودي، وتحديدا مرتين على التوالي عامي 2005 و2006 ولم يدرج اسمه على لائحة المطلوبين، ناهيك عن انه زار جزيرتين يونانيتين في ذات الرحلة هما "رودوس" و"كوس"، اضافة الى ان المطلوب لدى السلطات الالمانية معروف جيدا وكان قد اوقف قبل ان يتم اختطاف الطائرة في العام 1987 كانت مرتبطة بإخلاء سبيله، مقابل الافراج عن ألمانيين كانا محتجزين كرهينتين في لبنان، اي ان صوره وبصماتت موجودة بما لا يدع مجالا للشك في الامر.


وفور انتشار النبأ، تحرك اعلاميو صيدا، أجروا اتصالات مع نقابة المحررين كونه عضوا مسجلا فيها، تحرك نقيب المحررين جوزيف القصيفي، اولى المدير العام للامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم الموضوع جل اهتمامه، تواصل على عجل مع السلطات الامنية في اليونان والمانيا، شرح الالتباس الحاصل وان الموقوف صحافي معروف ومشهود له، كرت سبحة البيانات والاتصالات من مختلف القوى السياسية الصيداوية، والتي شملت رئيس الحكومة سعد الحريري، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، السفارة اللبنانية في اثينا، السفير اليوناني في لبنان، وتوج باصدار بيان توضيحي من وزارة الخارجية حول التفاصيل، ترجم بزيارة قامت بها القائم بالاعمال رانيا عبد الله الى صالح، أمنت له الطعام والدواء وكلفت محاميا واطمأنت الى صحته.

وعلمت "النشرة"، ان مجلس نقابة المحررين سيعقد قبل ظهر اليوم الاثنين اجتماعا طارئا، من اجل بحث قضية صالح وتنظيم وقفة تضامنية معه في مقر النقابة في وقت سريع، فيما سيعقد اعلاميو صيدا اجتماعا طارئا اليوم ايضا لبحث سبل دعمه وصولا الى تنظيم اعتصام احتجاجي امام السفارة اليونانية في بيروت للمطالبة بالا فراج الفوري عنه، اذ لا يعقل ان التطور العلمي في التكنولوجيا والمعلومات لا يميز بين "مطلوب" و"مشتبه به" ويحتاج الى كل هذا الوقت والتسويف، وسط انتظار على نار، لما ستؤول اليه الاجراءات الادارية المتبعة لجهة نقله الى أثنيا وعرضه على المدعي العام، من أجل اتخاذ قرار بشأن توقيفه واطلاق سراحه.

اول اتصال
وفي أول اتّصال هاتفي مع زوجته السعودي بعد عودتها الى لبنان، أكد صالح، "أنني في ضيقة، لكنني آمل أن تزول سريعًا.. والقضية تشابه في الأسماء لكن فيها مرّ وعذاب"، قبل ان يردف "انني بخير وأشكر السفارة اللبنانية في أثينا، التي قامت بالواجب تلقّت تعليمات من بيروت تقول: "لا تتخلّوا عن محمد صالح"، وأنّ القائمة بالأعمال فيها رانيا عبد الله "لم تتركني أبدًا، أحضرت الطعام والدواء"، فيما وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اتصل من نيويورك لمتابعة وضعه.

وقال صالح لقد احضروا لي الأكل ومنشفة وعينوا لي محاميا.. السفارة اللبنانية رفعت رأسي وكبّرتني كثيرا خلّتني أشعر أنني مواطن لبناني أفتخر بلبنانيّتي".

وشدد صالح أنّه ليس مذنبًا وقال: "أشكر زملائي الذين عملت معهم منذ 40 عامًا وهم يعرفون جيدًا أنني لم أكن يومًا إلّا إعلاميًّا وصحافيًّا، وأتمنى أن تبقى قضيتي حيّة فيهم وأن يتحرّكوا أمام السفارة اليونانية في لبنان، أو نقابة الصحافة، لأنني لست مذنبًا، موضحا "في التواريخ المذكورة للتهمة، كنت أنا في صيدا في لبنان".

وفيما لفتت السعودي الى أن المدير العام للأمن العام عباس ابراهيم أخبرها أنه أجرى اتصالاته في ألمانيا واليونان، شكر صالح اللواء ابراهيم والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، والنائب بهية الحريري، والنائب أسامة سعد، ورئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري ورجل الاعمال مرعي أبو مرعي، وكل الصحافيين وكل من وقف الى جانبه.
google-playkhamsatmostaqltradent