recent
أخبار الساخنة

( مستشار الملك) مسرحية سياسية اجتماعية هادفة

الصفحة الرئيسية


العرض المسرحي الذي تمَّ مساء 7/9/2019 في قاعة الشهد مصطفى سعد، وبحضور حشد من عشَّاق المسرح من فلسطينيين، ولبنانيين، ومعظمهم من الكوادر والمثقفين، والفنانين، ومن العاملين في مجالات السياسة، والتربية، والاجتماع، والفنون.
من الواضح أن الجميع كان مشدوداً إلى المسرح يرصدون الحركات، والكلمات، وخامات الصوت التي تعبِّر عن الإنفعالات، أو الدهاء، أو رزانة الموقف. وكان الهدوء، والسكينة، والصمت غالياً هي المظلة التي تعمُّ الجميع.
وقبل أن أُسجِّل ملاحظاتي وقناعتي لا بد أن أُحيي الأخ المخرج ورئيس الاتحاد الاستاذ محمد الشولي، لأن مهارته وحسن اختياره للأدوار كان واضحاً ومؤسِّساً لنجاح المسرحية. وأيضاً الشكر للأخ الاستاذ محمد عيد الذي أجاد وأبدع في وضع الحوار بين الفنانين الثلاثة المعروفين لدى الجمهور الفلسطيني واللبناني في مختلف مناطق الساحة اللبنانية وهم : الاستاذ عبد عسقول الذي أدى دور مستشار الملك، والفنان جمال هنداوي الذي قام بدور الملك، والفنان زريق(محمد عبد الرزاق الصغير).
من خلال سير المسرحية لقد أجاد الفنانون الثلاثة أدوارهم، وكان عملاً متكاملاً و مثمراً.
كنت أتمنى أن يكون الفنان عبد عسقول هو الملك نظراً لبنيته الجسدية ، لكنني تراجعت لصالح المخرج الذي اختار أن يكون الملك دائماً غاضباً، وحاقداً، ولا مبالياً بالقيم والذي يقوم بهذا الدور وبنجاح هو الفنان جمال هنداوي ، الذي يظهر دائماً بأنه متعجرف ولا يقيم وزناً للقيم ولا للحياة الاجتماعية.
وليس لديه أي نوع من الطيبة. علماً أن الفنان عبد عسقول تميَّز بهدوئه، ورزانته، ووفائه للمجتمع، أي للأمانة المكلَّف بها، وليس الوفاء للملك ومآربه الشيطانية، وكلبه الذي قدَّمه على الرعية، والكلب هنا هو الحاشية الضيقة التي يجب أن تشبع ولو جاعت كل البلاد. وخيراً فعل مستشار الملك، الذي امتلك الحكمة، والدراية، والوفاء، وكيفية الخروج من المآزق ، وليس إدخال الملك في دهاليز الضياع والدمار ، وتضييع البلاد.
وهذه رسالة جوهرية يجب أن يقرأها ، ويفهمها كل من هو في موقع المسؤولية، وحتى يكون مخلصاً لشعبه، ووفياً للرعية، وحريصاً على أمانة الحكم ونشر القيم، وتعليم الحاشية، والمستشارين، بأنه كمسؤول لن يسمح بأن تكون أمانة المسؤولية على الرعية للتجارة، وللمكاسب الدنيوية، وللمُلك العضود.
ولابد أن نشير إلى الدور المميَّز الذي أداه الفنان زريق ابن برج الشمالي، فهو السيَّاف، ورئيس الحرس، والذي ينفِّذ أوامر الملك دون تفكير وبلا تردد، وشخصية الفنان زريق ذو السمار الداكن، والوجه الغاضب، والذي يمسك بقبضة السيف، وغالباً ما يكون السيف في قبضته يعلوالرقاب فهو على أُهبة الاستعداد، وبتقديري فإنَّ هذا الدور تحديداً وُجد من أجل أن ينفذه الفنان زريق وليس غيره، فنظراتُه، وتشنجاتُه، وانحناءاته أمام الملك، وقلة كلامه دلالة على الطاعة وتنفيذ الأوامر. (علماً أن الاخ زريق في حياته العادية إنسان طيِّب، ومتسامح، ومحبوب، والابتسامة لاتفارقه).

أنا سعيدا جداً أن أشاهد هذا العرض المسرحي الهادف، وصاحب البعد الاجتماعي، والوطني والسياسي في واقعنا الفلسطيني، واتمنى أن يُعطى الفن المسرحي الهادف مجالاً أوسع من قبل القيادة الفلسطينية.

ولابد ان نشكر الأخ أبو رياض رياض الخطيب الذي عاني من مرض عضال أدى إلى بتر ما تحت الركبة, ولكنه جاء ليقول أن هنا بينكم، ولن أغادر المسرح الذي نشأتُ ، ونضْجتُ، وقدَّمتُ الكثير على خشبته، وأتمنى وأسأل الله أن يمنحني الصحة والعافية كي أُكمل مسيرتي الوطنية والفنية.الحاج رفعت شناعة
عضو المجلس الثوري
٨/٩ ٢٠١٩
google-playkhamsatmostaqltradent