recent
أخبار الساخنة

عبد العال: بلفور ليس وحده أصــل البلاء !

الصفحة الرئيسية

" ان نتذكر  يوم وعد بلفور  والأهم ان نتعلم، و حتى لا تتحول الى بكائية  فلسطينية علينا ان نحولها الى فرصة لمراجعة نقدية موضوعية المسيرة ووعي الحقيقة و تأكيد الحق التاريخي والمشروعية الاخلاقية للمقاومة"  ". جاء هذا في مداخلة  الرفيق مروان عبد العال مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان في مداخلته الهامة التي ألقها في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية ( الحدث) وذلك  اليوم الخميس ٢ - ١١  في ندوة  بعنوان«مقاومة نتائج وعد بلفور». وذلك بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لوعد بلفور ، الذي دعت له مع " اللجنة الوطنية في لبنان لحملة مئة عام على وعد بلفور"، قدم لها د. عبد الملك سكرّية، وأدارها  البروفيسور  يوسف نصر اللة. وسط حشد من طلبة الكلية واساتذة الجامعةً.
وقد استهل الرفيق مروان عبد العال مداخلته  بالحديث عن معنى يوم بلفور   فقال:  " هذا يوم مُفعم بالدلالات الرمزية التي سكنتنا منذ الولادة كان يقال عنه " اصل البلاء" أو  " اليوم الأشد اظلاماً في تاريخنا" كما وصفه ادورد سعيد .
والرد الاستراتيجي المطلوب بنظرنا.. ان نتذكر  والأهم ان نتعلم،  حتى لا تتحول الى بكائية فلسطينية بل فرصة لمراجعة نقدية موضوعية المسيرة ووعي الحقيقة و تأكيد الحق التاريخي والمشروعية الاخلاقية للمقاومة ".
وفي معرض حديثه قال : " بلفور لم يكن يطلق وعداً شخصياً بل وعداً استعمارياً . علينا ان نعترف  ان الوعد تحوّل الى حقيقة  ولم يبقى مجرد تصريح ، وان نتعامل معه بوصفه اعلان فقط. بل هو مشروع ، والا لماذا صار الوعد واقعاً؟  ولماذا بقي مائة عام ؟! "
وذكّر  الحضور بالسياق التاريخي للمشروع الاستعماري " ان تفكيك المنطقة والسيطرة عليها لا يزال مستمراً من تدمير الفكرة العربية الى تجزأة الدولة الوطنية بدأ بمخططات سرية ومشاريع كبرى وصولا الى التسوية ومرورا باتفاقات اوسلو ووادي عربة وكامب ديفيد . هدف التسويات كلها ليس انهاء الصراع طبعاً ، فهو لم بتوقف، لأن الهدف ليس حل الصراع بل ادارته بشروط افضل للسيطرة والاحتلال ، وان منطقة مجزأة متصارعة متحاربة  يعني " اسرائيل " قوية .. ونموذجها الاخير  الزلازال الذي فعل فعله في المنطقة ، و افضى الى ما يسمى مؤخراً  صفقة القرن او الحل الاقليمي  وكل ما فيه غاية الامبريالية ان تدمج "اسرائيل" بالمنطقة وبالتطبيع كبداية واسقاط الحقوق الفلسطينية لإنتاج بلفور  جديد".
وسأل عبد العال " هل بلفور وحده أصل البلاء؟ صحيح هناك مشروع استعماري صهيوني رجعي هو الذي مهّد وغطّى وحما ودعم ولا يزال هذا الكيان المزعوم . لكن ما هي مسؤوليتنا جميعاً عن ذلك ، كل بقدر اخطائه وخطاياه التي تحتاج للتصحيح والترميم ولاعادة البناء.
ولفت في سياق مداخلته : ان القول بأن بلفور انصف اليهود ولم ينصف الشعب الفلسطيني! هذا يعتبر اعتراف بشرعية وعد بلفور ، الذي لم يعترف بالشعب الفلسطيني كشعب."
وحمّل بريطانيا المسؤولية بالمجزرة الانسانية التي ارتكبت بحق الجغرافيا والتاريخ وبحق الارض والشعب الفلسطيني والامة، ولا تزال مفاعيلها مستمرة. "
وقال " الكيان الصهيوني مثل "طفل لقيط" ولد من رحم الاستعمار، كان وعد بلفور  للتخلص من غيتوات اليهود في اوروبا ليزرع عندنا أكبر غيتو  يهودي في العالم. وطالبها بالاعتراف بالمسؤولية عن جريمتها والتصويب يكون للواقع الذي انتجه بلفور،  وقال" ان بريطانيا شريكة في نكبتنا طالما هي شريكة بالواقع الذي انتجته بلفور ، و كما قال المؤرخ البريطاني توينبي " انه تاريخ يدعو للخجل."
وقال عبد العال  : الحكومة البريطانية  عندما تحتفل بمئوية بلفور هذا يدعو  للخجل ، لأنه مثل الرقص في الجنازة .."
وختم بالقول " مئة عام من الظلم  هي مئة عام  من المقاومة، ومئة عام من الامل والثقة بحتمية النصر . والتاريخ وعلى مدى قرن من الصراع يشهد لبطولة الشعب الفلسطيني الذي يكتب بارادته و بدمه هويته وحريته وحلمه، ويؤمد كل يوم على ارض فلسطين وخارجها ان موضوعية الصراع تجعله مستمراً لا يتوقف الا اذا انتهت الموجبات والمقدمات والاسباب التي ادت الى اندلاعه. "
وتناوب على الحديث  في الندوة  كل من الوزير السابق عدنان منصور.  ثم د . عبد الحسين شعبان (العراق) ود. خليل حسين. وادار  الجلسة الثانية د عبيد عميد الكلية.
في الختام دار نقاش حيوي واسئلة وردود حول موضوعات المطروحة.

google-playkhamsatmostaqltradent