recent
أخبار الساخنة

عندما يكون رجل الدين عنصريا ! بقلم: ماهر الصديق

الصفحة الرئيسية

ان تنطلق تصريحات عنصرية مليئة بالكراهية و الحقد من شخصيات عامة او ميليشيويه

فهذه قابلة للفهم ، لانها تعبر عن طبيعة اصحابها و جهلهم و انحطاط اخلاقهم و ربما ارتباطهم

بمشاريع تفتيتية و تخريبيه يقف وراءها اعداء الامة و بالاخص كيان الاحتلال الصهيوني .

لكن ان تأتي التصريحات العنصرية و دعاوى الكراهية من شخصية دينية لها اعتبارها

على المستوى الوطني و الطائفي فإن هذه تجعلنا نحتار باهدافها و غاياتها و من يقف خلفها .

لقد نزلت الرسالات على الانبياء لتوحد الناس و تدعوهم لطاعة الله و للمحبة و التآخي

الانساني . جاءت الرسالات لتقف مع المظلوم ضد الظالم و لتواجه الاستبداد و امتهان

كرامة الانسان . و قدم الانبياء عليهم السلام كل ما يملكون ، بل قدموا ارواحهم من اجل

البشرية و في نصرة الحق ضد الباطل . و كان النبي الفلسطيني السيد المسيح

عليه السلام في مقدمة الانبياء الذين واجهوا الظلم و الاستبداد و لذلك تعرض لمكر

اليهود و الروم . نحن ابناء الشعب الفلسطيني ابعد ما نكون عن العنصرية و الكراهية .

نقف جميعا اخوة متحابين يدا بيد كابناء وطن واحد مسلمين و مسيحيين في خندق واحد

ضد الاحتلال . و لقد نظمت العهدة العمرية علاقاتنا و بقيت و ستبقى تلك العهدة

الى يوم القيامة . عجزت الفرقة و العنصرية ان تجد لها مدخلا تلج منه الى نسيجنا

الاجتماعي المترابط ، فكان من كبار قادتنا مسيحيين كجورج حبش و وديع حداد

و ناجي علوش ، و ممن شاركوا في النضال الوطني كالراحل الكبير المطران ايلاريون

كبوجي و ايضا المطران عطالله حنا و الاب ايمانويل مسلم و غيرهما من الكنائس المسيحية

الفلسطينية الذين يقومون بدورهم الوطني كباقي اطياف الشعب الفلسطيني باخوة كاملة 

و بلا تفريق او عنصرية كما نراها في امثال الحاقدين الذين يصرحون بدواخلهم الحاقدة

و يخالفون تعاليم السيد المسيح عليه السلام الذي يدعو للمحبة و التسامح و التآخي !  

منذ متى كانت تعاليم السيد المسيح عليه السلام تحمل الحقد و الكراهية و العنصرية؟

و هو القائل :" سمعتم انه قيل عين بعين وسن بسن. واما انا فاقول لكم لا تقاوموا

الشر بل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا. ومن اراد ان يخاصمك

وياخذ ثوبك فاترك له الرداء ايضا. ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين.

من سالك فاعطه ومن اراد ان يقترض منك فلا ترده . سمعتم انه قيل تحب قريبك

وتبغض عدوك. واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم ، احسنوا

الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم . انجيل متى 5-38\45 "

الشعب الفلسطيني في لبنان لم يضمر للبنان الشقيق الا المحبة . فبالرغم من الظروف

الصعبة و من القوانين العنصرية و من التصريحات الحاقدة التي تصدر من هنا و هناك

بقي الشعب الفلسطيني و سيبقى وفيا لاشقائه اللبنانيين و حريصا عليهم و على وطنهم.

لكنه يتألم كلما انطلقت مثل تلك التصريحات العنصرية التي تسئ للبنان اولا كونها

تأتي من شخصيات دينية او سياسية او حزبية لبنانية . نتألم منها لانها تصدر من

ابناء بلد شقيق ، فهي توافق ما قاله الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد:" و ظلم ذوي

القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند" . فمتى يقف هذا التجني ؟

كفاك عنصرية و كراهية ايها المتقنع بالدين ، نحن شعب حضاري نفهم الاختلاف

بالاراء او الاجتهادات او المواقف او حتى بالدين ! نفهمها دون ان تترك في قلوبنا 

الحقد و الضغينة ، و دون ان تحولنا الى عنصريين أو الى ادوات بايدي الاعداء . 
google-playkhamsatmostaqltradent