recent
أخبار ساخنة

*غزة بعد حرب الإ.با.دة إلى أين تتجه الأمور



أبو شريف رباح 
17\12\2025

بعد أكثر من عامين ونصف على حر~ب مدمرة وغير مسبوقة، يعيش أهل غزة واقعا قاسيا من الدمار والفقر وانعدام الأمن، وتبقى الأسئلة الكبرى معلقة حول مستقبل القطاع ومن سيديره وكيف سيخرج من هذه الكا~رثة.

كثيرون يتساءلون، هل يمكن أن تقبل غزة بقوات دولية؟ في الحقيقة أن الغزيون لا يثقون بسهولة بأي وجود أجنبي بسبب ما عانوه من احتلال وحصار وتدخلات سابقة، لكن حجم الدمار وغياب الأمان والخدمات قد يدفع شريحة من الناس للقبول بقوات دولية على أن تكون لحماية المدنيين وتعمل تحت إشراف الأمم المتحدة وتضمن انسحابا إسرائيليا كاملا من غزة، أما إذا كانت هذه القوات لخدمة الاحتلا~ل أو فرض واقع جديد فسيتم رفضها شعبيا. 

في المقابل تحاول إسرائيل تقسيم غزة إلى مناطق معزولة، والسيطرة عليها أمنيا دون تحمل مسؤولياتها كقوة احتلال مستخدمة الغذاء والمساعدات كوسيلة ضغط واظن أن هذا الواقع لن يستمر لأن غزة ترفض التقسيم، أما إدارة غزة بعد الحرب فلن تكون كما كانت قبلها فالأوضاع تغيرت والتفاهمات الإقليمية والدولية سيكون لها دور كبير وكذلك رأي الشارع الغزي الذي خرج منهكا من تحت الركام، ولا يبدو أن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه قبل الحرب. 

ويبقى معبر رفح شريان الحياة الأهم لغزة، ففتح المعبر بشكل كامل يتطلب انسحابا إسرائيليا، وإدارة فلسطينية رسمية برقابة دولية وتنسيق مصري فلسطيني، أما استمرار التحكم الإسرائيلي بالمعابر فسيعني بقاء الحصار ومعاناة جديدة لأهل غزة. 

وهنا يطرح سؤال: هل ستعود السلطة الفلسطينية إلى غزة، نعم فالسلطة هي الجهة الشرعية المعترف بها دوليا، وعودتها ممكنة لكنها تحتاج إلى توافق وطني حقيقي وتوحيد المؤسسات والتحضير لانتخابات عامة، وبالتالي فإن تجاهل دور السلطة أو استبدالها بوصاية دولية سيخلق فراغا خطيرا ترفضه ويرفضه الشارع الفلسطيني في الوطن والشتات، وتبقى قضية السلاح من أكثر القضايا حساسية وإذا تم نزعه فيجب أن يسلم للسلطة الفلسطينية وتنظيمه لمنع استخدامه داخليا ضمن مرجعية وطنية واحدة.

أما التواصل بين حماس والإدارة الأميركية فهو يعكس واقعا جديدا فرضته الحرب، حيث تدرك واشنطن أن أي ترتيب في غزة دون مشاركة حم$س لن يكون قابلا للاستمرار، دون أن يعني ذلك اعترافا سياسيا بحماس، وفي النهاية تقف غزة اليوم أمام خيارين، إما حل سياسي شامل يعيد الوحدة الفلسطينية ويفتح الطريق نحو الدولة أو استمرار إدارة أزمة طويلة تبقي القطاع في حالة معاناة دائمة، قد تكون الحلول قريبة من حيث الوقت لكنها تحتاج إلى إرادة دولية حقيقية ووحدة فلسطينية وضغط شعبي يفرض مستقبلا أفضل، فغزة التي صمدت أمام الإ.با.دة لن تقبل بحلول مؤقتة أو حصار جديد بأسماء مختلفة.
google-playkhamsatmostaqltradent