recent
أخبار ساخنة

غزة بين نار العدوان وبرد الخذلان



أبو شريف رباح

28\12\2025




بين المـ...ـــوت والدمـ00ـــار، وبين الجوع والمرض، تقف غزة اليوم في مواجهة قدر مركب لا يرحم فإلى جانب آلة القـــ00ــتل الإسرائيلية التي لم تتوقف جاءت العواصف والمنخفضات الجوية لتضاعف المأساة وتكشف حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها النازحون في القطاع، أولئك الذين لم يبقى لهم من الوطن سوى خيام مهترئة لا تصمد أمام الرياح ولا تحتمي من الأمطار ولم تمنع زحف مياه البحر الباردة.




في القطاع المدمر أساسا، يواصل جيش الاحتلال عدوانه التدميري بلا هوادة غير آبه بنداءات الاستغاثة ولا بالقوانين الدولية ولا بأبسط معاني الإنسانية، ومع كل قذيفة تسقط تتدهور الأوضاع الإنسانية وتتسع رقعة المعاناة لمئات الاف النازحين الذين فقدوا بيوتهم، فاحتموا بخيام لم تصمم لتقاوم العواصف ولا لتحتمل الشتاء القاسي، فخلال المنخفض الجوي تحولت الخيام إلى مصائد للموت والمرض، فغرق وتطاير معظمها تحت وطأة الرياح العاتية لتجد آلاف العائلات نفسها في العراء بلا مأوى ولا غطاء يلفحهم البرد القارس ويطاردهم الخوف على أطفالهم ومرضاهم وكبارهم.


مشاهد تقشعر لها الأبدان، أطفال يرتجفون من البرد، أمهات يحاولن حماية صغارهن بأجسادهن، وشيوخ يقفون عاجزين أمام قسوة الطبيعة التي جاءت لتكمل ما بدأه العدوان،

أليس كافيا أيها الأشقاء العرب ما عاناه أهل غزة على مدى أكثر من عامين من حر00ب إ.با.د.ة جما..عية وتدمير ممنهج واعتقالات عشوائية وتجويع متعمد أدى إلى استشــ00ــهاد عشرات الآلاف قتـ00ــلا وجوعا ومرضا، ألم تسمعوا نداءات الاستغاثة التي أطلقها أهل غزة قبل العاصفة وأثناءها، ألم تروا الخيام المتهالكة وهي تقتلع من جذورها وكأنها أوراق شجر في مهب الريح.




كيف ينام العالم قرير العين وكيف تغمض العواصم أعينها، وآلاف العائلات الغزية لا تجد ما يقيها البرد وما يحميها من المطر، كيف يترك ربع مليون نازح يواجهون مصيرهم في الخيام التي غرق وتطاير نحو 90% منها دون تحرك دولي جاد أو موقف مسؤول أو استجابة إنسانية عاجلة، إن ما يجري في غزة لم يعد مجرد أزمة إنسانية عابرة بل وصمة عار على جبين الصمت الدولي واختبارا حقيقيا للضمير العربي والإنساني، فأهل غزة لا يطلبون المستحيل بل يطالبوا بحقهم في الحياة وحق أطفالهم في الدفء، وحق النازحين في مأوى يحفظ كرامتهم الإنسانية، وستبقى غزة رغم كل هذا الألم شاهدة على تقصير العالم، وصامدة بإرادة أهلها، لكنها لن تنسى من خذلها كما لن تنسى من وقف إلى جانبها في أحلك ساعاتها.
google-playkhamsatmostaqltradent