على مدار خمسة عشر عامًا، نسج حسن حسين الحسين أبو وسيم، المعروف بـ"أبو وسيم"، قصة نجاح ملهمة كسائق في مؤسسة الشهيد أبو جهاد الوزير لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة بمخيم الرشيدية. فليست وظيفته مجرد نقل الأفراد من مكان لآخر، بل هي رحلة يومية من العطاء والإنسانية، حيث أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وعائلاتهم.
بداية متواضعة وعزيمة لا تلين
بدأ أبو وسيم عمله في المؤسسة قبل 15 عامًا بشغف كبير لخدمة مجتمعه، خاصة هذه الفئة التي تحتاج إلى دعم ورعاية خاصة. لم يكن يملك سوى عزيمته الصادقة ورغبته في إحداث فرق إيجابي. ومع مرور السنين، أثبت أبو وسيم أنه ليس مجرد سائق يؤدي مهام وظيفية، بل هو صديق، وأخ، وسند لكل من يتعامل معه.
أكثر من مجرد سائق: بناء علاقات إنسانية
تتجلى قصة نجاح أبو وسيم في قدرته على بناء علاقات قوية ومبنية على الثقة والاحترام المتبادل مع الأشخاص ذوي الإعاقة وعائلاتهم. فهو لا يكتفي بإيصالهم إلى المؤسسة أو منازلهم، بل يحرص على الاطمئنان عليهم، الاستماع إلى مشاكلهم، وتقديم الدعم المعنوي متى أمكن. يعرف كل واحد منهم باسمه، ويتذكر تفاصيل حياتهم، مما يضفي لمسة إنسانية عميقة على عمله.
التحديات والإنجازات
واجه أبو وسيم خلال هذه السنوات العديد من التحديات، بدءًا من صعوبة التعامل مع بعض الحالات التي تتطلب صبرًا خاصًا، إلى الظروف الصعبة التي يمر بها مخيم الرشيدية. ومع ذلك، لم تثنه هذه التحديات عن مواصلة عمله بكل تفانٍ. بل على العكس، كانت كل عقبة دافعًا له لتقديم المزيد.
من أبرز إنجازاته:
* توفير بيئة آمنة ومريحة للنقل: يحرص أبو وسيم دائمًا على صيانة المركبة وتجهيزها لتوفير أقصى درجات الراحة والأمان للأشخاص ذوي الإعاقة، مراعيًا احتياجاتهم الخاصة.
* الدعم النفسي والمعنوي: يلعب دورًا محوريًا في رفع معنويات الأشخاص ذوي الإعاقة، ويشجعهم على الاندماج في المجتمع والمشاركة في الأنشطة المختلفة للمؤسسة.
* التفاني والإخلاص: يعتبر مثالًا حيًا للتفاني في العمل، حيث يتجاوز ساعات عمله المعتادة لضمان وصول الجميع إلى وجهتهم بأمان وفي الوقت المحدد.
تأثير إيجابي في المجتمع
قصة أبو وسيم ليست مجرد قصة فردية، بل هي جزء من قصة نجاح أكبر لمؤسسة الشهيد أبو جهاد الوزير، التي تعمل على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في مجتمع المخيم. بفضل جهود أمثال أبو وسيم، تواصل المؤسسة تقديم خدماتها الحيوية، مما يساهم في دمج هذه الفئة في المجتمع وتعزيز كرامتهم واستقلاليتهم.
يعتبر حسن حسين الحسين أبو وسيم نموذجًا مشرفًا للإخلاص والعطاء، وقصته تدعو إلى تقدير الأدوار التي قد تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها تحدث فرقًا كبيرًا في حياة الكثيرين. فلقد أثبت على مدار 15 عامًا أن النجاح الحقيقي يكمن في خدمة الآخرين وترك بصمة إيجابية في قلوبهم.
بقلم العميد عبد محمد أسعد
أمين سر مؤسسة الشهيد أبو جهاد الوزير لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة
05.10.2025

