إعلان منتصف المقال
شنّت إسرائيل هجوماً على البابا فرنسيس الراحل، واتهمته الصحافة الإسرائيلية بأن "بوصلته الأخلاقية تعثرت"، في استكمال للهجوم الاسرائيلي على البابا على خلفية مواقفه من الحرب على غزة، ومطالبته بوقف الحرب.
وقالت الصحافة الاسرائيلية إن مواقف البابا "لم تكن على ما يرام بسبب مواقفه من إسرائيل"، في إشارة الى اهتمامه بالدفاع عن الهوية الفلسطينية، وزيارته الضفة الغربية من الأردن، وتطويب أو تقديس راهبتين فلسطينيتين.
وذكرت الصحافة الاسرائيلية بأنه وصف الرد الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر بأنه "وحشي وإرهابي". واتهمته بأنه "منح غطاءً أخلاقياً لمن يسعون لتدمير إسرائيل".
هجوم متواصل
وليس هذا الهجوم الإسرائيلي على البابا الأول من نوعه، فقد سبق أن اتهمت إسرائيل البابا فرنسيس، في عيد الميلاد الماضي، بـ"ازدواجية المعايير"، إثر تنديده بقصف الأطفال في غزة ووصفه ذلك بالـ"وحشية"، وذلك في أعقاب غارة إسرائيلية على القطاع الفلسطيني أسفرت عن مقتل سبعة أطفال من عائلة واحدة.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان آنذاك "إن تصريحات البابا مخيبة للآمال بشكل خاص لأنها منفصلة عن السياق الحقيقي والواقعي لحرب إسرائيل ضدّ الإرهاب الجهادي وهي حرب متعددة الجبهات فرضت عليها منذ 7 تشرين الأوّل"، مضيفة: "كفى اتباعاً لمعايير مزدوجة والتصويب على الدولة اليهودية وشعبها".
صديق الفلسطينيين
ومنذ انتخابه بابا قبل 12 عاماً، كان الراحل فرنسيس صديقاً مخلصاً للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، حتى الساعات الأخيرة في حياته التي جدد فيها الدعوة إلى وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي "تولّد الموت والدمار" وتسبب وضعاً إنسانياً "مروعاً ومشيناً"، ونادى بتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني "الذي يتضور جوعاً" في القطاع و"يتوق إلى مستقبل يسوده السلام".
وساهم البابا الراحل، في توطيد العلاقات التاريخية بين فلسطين والفاتيكان، بدءاً من الاعتراف بدولة فلسطين، وتوقيع اتفاق شامل بين دولة فلسطين والكرسي الرسولي، وصولاً إلى مواقفه المبدئية التي عبّر عنها دوماً بشأن القضية الفلسطينية ودعوته إلى السلام العادل المستند إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.