بيروت، 13 شباط/ فبراير 2025
تستمر جهود الأونروا في التواصل مع العديد من المانحين لحشد التمويل. وقد جمعت الأونروا في لبنان خلال العام 2024 وعبر التواصل محليا مع البعثات الدبلوماسية أكثر من 30 مليون دولار أميركي لدعم عمليات برامجها الأساسية. نأمل في تعزيز هذا الإنجاز في العام 2025.
وفي كانون الثاني/ يناير هذا العام، تلقت الأونروا تأكيدًا على مساهمتين جديدتين: الأولى من حكومة اليابان التي أعلنت عن مساهمة لعلاج السرطان للمرضى من لاجئي فلسطين في لبنان، والثانية من حكومة الكويت التي أعلنت عن تمويل لتوسيع مركز التعلم الرقمي في بيروت الذي سيطلق عمله في آذار/مارس، وسيبدأ باستقبال الطلاب الجدد – وسيصدر اعلان لاستقبال طلبات التسجيل فيه قريبًا. سيعمل برنامج مركز التعلم الرقمي على إعداد وتجهيز مئات الشباب الفلسطيني بالمهارات والشهادات التي تمكنهم من دخول الاقتصاد الرقمي العالمي حيث يوجد طلب كبير على موظفين مؤهلين في هذا المجال مما يزيد من فرص العمل المطلوبة بشدة.
كما تواصل الأونروا جهودها في حشد التمويل للمساعدة النقدية، ونحن نتفهم تمامًا الهواجس بخصوص التوزيع المقبل للحصص الغذائية وتفضيل المساعدة النقدية. ولكن على الرغم من المناشدات المستمرة من الأونروا، فضل المانحون إعطاء الأولوية للمساعدات الغذائية العينية على الدعم النقدي. وستحصل كل عائلة، حسب عدد أفرادها، على حصة غذائية واحدة على الأقل تحتوي على أكثر من 18 كيلوغراماً من المواد الغذائية الأساسية. بينما يحق لجميع لاجئي فلسطين الحصول على هذه الحصص، فإنها تشكل دعما مهما للعائلات الأكثر حاجة، خاصة مع اقتراب شهر رمضان.
يظل انخراط الأونروا مع البعثات الدبلوماسية في بيروت أمراً بالغ الأهمية لتأمين المناصرة والموارد لبرامجها. ويشكل الإغلاق الحالي لمكاتب الأونروا والاعلان عن المزيد من الإغلاقات مشكلة كبيرة اذ يقوض ثقة المانحين التي تعتبر ضرورية لحشد الموارد. وخلال هذا الأسبوع، اضطررنا لإلغاء زيارات لثلاث وفود مانحة رفيعة المستوى حيث بقيت مكاتب الأونروا غير قابلة للوصول.
كما أثرت الإغلاقات على قدرة الأونروا على إصلاح شبكة المياه في مخيم برج البراجنة والذي يؤثر على مئات الأشخاص. إن إغلاق المدارس، سواء كان بشكل كلي او جزئي يضعف بشكل مباشر قدرة الأطفال الفلسطينيين على تحقيق الانجازات التعليمية، أسوة بالمدارس غير التابعة للأونروا. لقد عانى الأطفال من عدم الحضور في المدارس العام الماضي بسبب الحرب والنزوح وإغلاق جميع المرافق التعليمية ولدى أطفالنا الحق في التعلم والدراسة الآن أكثر من أي وقت مضى، ومستقبلهم محل تقدير كبير من قبل الأونروا ورسالتها.
يجب أن تظل الأونروا قادرة على مواصلة تقديم جميع خدماتها. نواجه حاليًا تحديات عقب تعليق عمل خمسة من موظفي الأونروا من قبل المفوض العام للوكالة، استنادًا إلى مزاعم بانتهاك التزاماتهم بموجب الإطار التنظيمي الذي يحكم سلوك الموظفين. ما تزال عملية التحقيق مستمرة ويجريها قسم خدمات الرقابة الداخلية في الأونروا في الرئاسة العامة بعمان. لم يتم فصل الموظفين، لكنهم موضوعون حاليا قيد التحقيق وفي إجازة إدارية مدفوعة الأجر وفقًا لأنظمة الوكالة، وذلك الى حين استكمال عملية التحقيق. نؤكد على احترام حقوق هؤلاء الموظفين بالكامل خلال هذه الفترة، وسيتم منحهم الفرصة للرد على الادعاءات بما يتماشى مع الإجراءات القانونية المرعية. في حال ثبوت انتهاكهم للإطار التنظيمي للأونروا، يمكن حينها اتخاذ التدابير المناسبة. ونظرًا للطبيعة السرية للتحقيق، لا يمكن للأونروا مشاركة مزيد من التفاصيل في الوقت الحالي. وتؤكد الأونروا التزامها التام بضمان نزاهة إجراءاتها.
تعيد الأونروا التأكيد على أن الموظفين لهم الحق أن يكون لديهم معتقداتهم السياسية والدينية. كما أن التعبير عن الهواجس بخصوص الأزمة الإنسانية في غزة لا يشكل انتهاكًا للإطار التنظيمي للوكالة.
وفيما يتعلق بالهواجس التي أثارها مجتمع مخيم نهر البارد بخصوص التأخير في دفع بدلات الإيجار للعائلات التي لم يتم إعادة اعمار بيوتها بعد، تؤكد الأونروا أن إعادة اعمار مخيم نهر البارد تظل من الأولويات في عام 2025. وتلتزم الوكالة بمواصلة دفع بدلات الإيجار للعائلات النازحة المستحقة حتى يتم إعادة بناء بيوتها. وتؤكد الوكالة للعائلات أن بدلات الايجار سيتم صرفها بمجرد استلام الميزانية المخصصة لعام 2025، ويتوقع أن يحصل ذلك قريبًا.
إن التحديات هائلة، لكن الأونروا تظل ملتزمة بولايتها، وستبذل كل الجهود لتأمين الموارد اللازمة لدعم البرامج الأساسية ومواصلة دعم لاجئي فلسطين في لبنان. ان روح التعاون والتضامن الآن أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى. نشكركم جميعًا على الدعم ورسائل التضامن التي تلقيناها.
الأونروا تقدم خدماتها حيث لا تفعل ذلك جهة أخرى. الأونروا تهتم. الأونروا تقدم خدماتها.