recent
أخبار الساخنة

*تضامناً مع الأستاذ فتح شريف إضراب في مدارس "الأونروا" بلبنان: لن تذلّنا الوظيفة ولن نتنازل عن انتمائنا*




عمّ الإضراب العام مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان يوم السبت الماضي ، وسط مظاهرات في مخيمي الرشيدية والبص جنوبي البلاد، احتجاجاً على طلب إدارة الوكالة متمثلة بمديرتها في لبنان "دوروثي كلاوس" من مدير مدرسة دير ياسين ورئيس اتحاد المعلمين في الوكالة فتح الشريف تقديم استقالته على خلفية نشاطاته الوطنية والإنسانية لدعم أهالي قطاع غزة الذين يتعرضون لمجازر إبادة "إسرائيلية" من قبل الاحتلال "الإسرائيلي" منذ 148 يوماً.

وامتنع أكثر من 36 ألف طالب عن الذهاب إلى المدارس فيما أغلقت 64 مدرسة تابعة لـ "أونروا" أبوابها في كافة المناطق اللبنانية، تلبية لدعوة الاتحاد العام للمعلمين للتعبير عن الاحتجاج على خطوة إدارة الوكالة التي لاقت خلال اليومين الماضيين موجة غضب شعبي وفصائلي ومؤسساتي عارمة داخل المخيمات.

وفي مخيم البص، حيث تقع مدرسة دير ياسين حمل الطلاب والأهالي الأستاذ فتح الشريف على الأكتاف تعبيراً عن تضامنهم معه، بعدما خرجوا في مسيرة وصلت إلى أمام منزله، رفعوا خلالها لافتات ترفض التّعرض لموظفي الوكالة، وتُدين التهديد بإقالة الأستاذ فتح الشريف أو تحويله للتّحقيق، وتطالب إدارة وكالة "أونروا" بالتراجع عن سياساتها التي وصفوها بالطائشة.

وقال مصدر في اتحاد المعلمين بوكالة "أونروا" في لبنان (فضّل عدم ذكر اسمه) لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: القضية ليست شخصية بل إن لها بعداً وطنياً بالدرجة الأولى، وأنه لن يتم السماح لأحد - في إشارة إلى إدارة الوكالة والمانحين- بأن يبتزنا أو أن يضغط علينا وأن يهددنا بلقمة عيشنا لأنه بين الانتماء للقضية والوظيفة سنقدم القضية عن أي وظيفة.

وأشار المصدر إلى أن الأستاذ فتح الشريف وجميع المعلمين واللاجئين الفلسطينيين يصرون على المحافظة على مؤسسة "اونروا" مهما كلف الثمن، ولكن لن يسمحوا بأن يتعرضوا للابتزاز.

وكانت مديرة كالة "أونروا" في لبنان "دوروثي كلاوس" قد استدعت في 26 شباط/ فبراير الفائت مدير ثانوية دير ياسين، ورئيس اتحاد المعلمين الفلسطينيين في لبنان فتح الشريف وعدداً من المعلمين، وخاض الشريف مع "كلاوس" نقاشاً مطوّلاً حول تقارير وصلت للوكالة عن قيامه بأنشطة وطنية داخل المدرسة.

فأشار الشريف إلى أن تلك الأنشطة كان عنوانها حملة "رغيف الخبز"، وجمعت تبرعات لصالح إطعام جزء من أهل غزة، ووصلت التبرعات إلى مستحقيها المدنيين مرفقاً ذلك بفيديوهات وصور تثبت ذلك، وقال لها: إن "هذا واجب لا يمكن التخلي عنه مهما كانت الأسباب"، فطلبت "كلاوس" من شريف تقديم استقالته خلال مهلة تنتهي اليوم السبت الفائت2 آذار/ مارس، أو إن "أونروا" ستتخذ قراراً بفصله، فرفض تقديم استقالته.

طلب مدير الوكالة هذا أثار سخطاً وغضباً كبيراً لدى المعلمين والفصائل واللاجئين الفلسطينيين عموماً، خاصة في ظل ظروف يرون فيها أنهم عاجزون أمام ما يرتكب من جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، و"أقل ما يمكن أن يفعلوه هو القيام بحملات التبرع والأنشطة المساندة للشعب الفلسطيني الذي يُباد في قطاع غزة"، لتبدأ حملة الرد على الوكالة برفض ما وصفوه بـ "الابتزاز".

وفي أول بيان صدر عن اتحاد المعلمين جاء أن سلوك إدارة الوكالة "لعبٌ بالنّار وحربُ وجود لن يبقى فيها إلّا أصحاب الأرض والقضيّة" وأن "لا وكالة الأونروا ولا أيّ إطار في هذا العالم مهما علا شأنه يستطيع ابتزازنا بوطنيّتنا وفكرنا وانتمائنا إلى أرضنا .

وهذا ما أكده أيضاً الأستاذ فتح الشريف أمام المتضامنين الذين وصلوا إلى منزله في مخيم البص حيث قال: إنه لن يستقيل وأيضاً لن يغير من مواقفه ويتوقف عن نشاطاته الداعمة للفلسطينيين المنكوبين في قطاع غزة، وأن أياً كان لن يستطيع ثني الفلسطينيين عن مواقفهم الوطنية وانتمائهم.

وأضاف: إن الوظيفة لم تكن يوماً ما هدفاً، "ولن تذلنا الوظيفة يوماً ولن تسيّرنا الوظيفة وتجعلنا نتنازل عن حقنا وعن كرامتنا وعن عزتنا، قتها وأقولها وأكررها أن انتماءنا لفلسطين ولشعبنا ولغزة وللضفة ولكل فلسطين هو انتماء عقيدي ولا تراجع عنه".

ودعا إلى حملة جديدة لإغاثة الفلسطينيين في قطاع غزة قائلاً: "دم طفل فلسطيني بكل العالم".

من جهته أكد المصدر في اتحاد المعلمين بالوكالة لموقعنا أن المرحلة القادمة ستشهد تصعيداً نوعياً مع إدارة "أونروا" في حال تعنتت بقرارها تجاه الأستاذ فتح الشريف، مشدداً على "عدم الاستكانة أو التهاون وأن التصعيد مستمر حتى النهاية وحتى تحقيق مطالب اتحاد المعلمين الفلسطينيين" قائلاً: "لن نقبل أن يبتزنا أحد في انتمائنا".

وفي كلمة باسم اللّجنة الأهليّة خلال المسيرة بمخيم البص، طالب الأستاذ خالد بداوي إدارة الوكالة في لبنان بالتّوقف عن سلوكها تجاه الموظفين ومحاولة سلخهم عن قضيتهم تحت ذريعة استعادة التمويل.

فيما رفضت الطالبة هنادي أبو صهيون باسم البرلمان المدرسيّ في ثانويّة دير ياسين ما وصفتها بالسياسات المشبوهة التي تنتهجها إدارة "أونروا"، داعية الموظّفين إلى التعبير عن مواقفهم الوطنيّة.

google-playkhamsatmostaqltradent