مازن كريم القدس برس للانباء
شيّع الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، اليوم الخميس، جثمان المقاتل في "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" في لبنان، هادي علي مصطفى (أبو شادي)، في مخيّم (الرشيدية) للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور جنوب لبنان، الذي اغتاله جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس الثلاثاء جنوب البلاد.
وانطلق موكب التشييع من مدخل مخيم "الرشيدية" باتجاه منزل ذوي الشهيد، قبل أن يصلى عليه ويوارى جثمانه في مقبرة المخيم الجديدة.
وشارك في التشييع، العشرات من الوجهاء، إلى جانب قيادات فلسطينية ولبنانية من جميع المخيمات والتجمّعات الفلسطينية على امتداد الأراضي اللبنانية.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد أعلنت أن أحد شهداء الغارة الإسرائيلية ينتمي إلى عناصر "كتائب القسام"، وهو القيادي هادي مصطفى من مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان.
وقالت الحركة، في بيان، إنها تنعى "الشهيد القسّامي المجاهد هادي علي مصطفى". وأضافت "دماء شهدائنا تعزز المسيرة وتصنع الانتصار".
وقال رئيس حركة "حماس" في الخارج، خالد مشعل، في كلمة مسجلة أذيعت أثناء التشييع، إن "دماء الشهداء أضاءت طريق المقاومة والتحرير".
وأكد مشعل على أن "المخيمات الفلسطينية كانت ولازالت شاهدة على تاريخ المقاومة والثورة، وهي تعبر اليوم عن عمق أصالة الشعب الفلسطيني في وجه سياسات الاحتلال".
كما أضاف أن "معركتنا طويلة، لكن قدرتنا أكبر وإرادتنا أعظم، ونحن على يقين بالنصر، وهنيئاً لمن سجل بصمة وضحى ودعم وانخرط في هذه المعركة".
والشهيد مصطفى متزوج ولديه خمسة أطفال، وهو من قرية "علما" قضاء صفد شمال فلسطين المحتلة، هُجّرت عائلته عام 48.
وكانت مصادر صحفية لبنانية قالت إن "الطيران الإسرائيلي المسيّر أغار على طريق الحوش جنوب مدينة صور، مستهدفًا سيارة ودراجة نارية ما أدى إلى اشتعالهما".
وذكرت المصادر أن "سيارات الإسعاف هرعت إلى المكان"، موضحة أن "الاعتداء يعدّ الأقرب إلى مدينة صور (منذ بدء المواجهات في أكتوبر الماضي)، إذ يبعد عنها حوالى 2 كلم".
وشوهدت سيارة مدمرة لم يبق منها إلا هيكلها الحديدي بعد اخماد نيران اندلعت فيها، في وقت عمل مسعفون على جمع الأشلاء من المكان الواقع في محيط مدينة صور قرب مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين.
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة "أونروا" في لبنان، حوالي 450 ألفا، يعيش معظمهم في 12 مخيما رسميا للاجئين الفلسطينيين.
ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين "حزب الله" اللبناني بالتعاون مع "كتائب القسام - لبنان"، و"سرايا القدس"، و"قوات الفجر" الجناح العسكري لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي تزامنا مع عدوان الأخير على قطاع غزة، في أكبر مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب عام 2006 بين الجانبين.