محمد حسون
منتدى الإعلاميين الفلسطينيين - قلم
تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي ، وتستفيق من نومك على عجل ، خيرا من أن تبقى في سبات عميق .
مخيم شاتيلا يعود مجددا إلى الواجهة بنمط مختلف وبيئة رافضة للواقع ، تسعى إلى التغيير بعد معاناة مع الظلم والتسلط والفساد ، هذا المخيم الذي لا يعطيه القائمون على أمره من قوى وفصائل فلسطينية ولجان شعبية مجتمعة اهتماههم بشكل جدي لاهون بانقسام وهيمنة على قراره ، أو حتى سماع هموم ومشاكل أهله ، ليكون بمستوى أفضل في كافة الصعد من الوضع الحالي لو بالقليل ، تاركين الأمر يمشي على مقولة "حارة كل مين إيدو إلو" ما يجعل ساكنيه يعيشون تحت وطأة الافتراس من الذين نصبوا أنفسهم ولاة للأمر مستمدين القوة من بعض الفصائل المهيمنة على المخيم.
في مخيم شاتيلا لا شيئ منظم حتى التنظيمات تفرخ المافيات ، آفات اجتماعية كالمخدرات تفتك بالصغير قبل الكبير شبكات الكهرباء والماء والأمن والوضع المعيشي والصحة والسلامة العامة معدومة ، لا تحسينات أو مشاريع إنمائية خدماتية اجتماعية متنوعة كباقي المخيمات ، تسعى فيها بعض المؤسسات أو المنظمات الدولية أو حتى المحلية للنهوض بالوضع الإنساني .
الجزية الشهرية أمر اعتياديا تأخذ بحجة بدل من كهرباء او ماء تصل الى نسب مرتفعة بعكس ما تعتاد عليه باقي المخيمات ولجانها بمبلغ رمزي ، هنا لا ينبغي لأحد أن يفر من دفعها "الخوة" خشية التهديد بقطع الكهرباء والماء أو المغادرة لبيته بقوة السلاح ، خصوصا من التابعية السورية الذين يعتبرونهم أكثر ضعفا" وخوفا" ، مع أنهم يطلبونها بصفة رسمية تحت مسمى لجنة شعبية .
عاصفة هي أم زوبعة داخل فنجان وانتهت ؟
أم أنها هبت في المخيم لتقتلع جذور الفساد ؟
هي صرخة أطلقها أحد أبنائه الناشطين يدعى حسن عثمان كعادته مع عدد من الشباب والأهالي رفضا" للواقع المأساوي والتسلط على رقاب الناس بفعل التشبيح بقوة السلاح ، بعدما تفشت كل أنواع الظلم دون رادع من القوى والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية ، الذين يعتبرون أنفسهم مسؤولون عن الناس ، يصف حسن عثمان الحال بأنه مافيات تتكاثر وتتقاسم الجبنة والنفوذ بالمناطق ، بيع للكهرباء والماء لخارج المخيم لأحياء لبنانية ، مخدرات منتشرة تباع بأسعار تنافسية ترضي الراغبين ، أمن هش لا رقيب أو حسيب ، لا مؤسسات وجمعيات تساعد وترتقي بمخيمنا نحو الأفضل ، يكمل حسن إن على الجميع دون استثناء أن يتحمل مسؤوليته ويأخذ على يد الظالم ويرفع الغطاء عنه مهما علا شأنه ، ولا يبيعونا كلاما دون فعل ، نحن سائرون مهما كلف الأمر وبانتظار التغيير نحو غد أفضل لأهلنا وشعبنا.
يقول الله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فالمشكلة في شاتيلا وعين الحلوة وبرج البراجنة والبارد والبدواي والرشيدية وغيرها من المخيمات تكمن عند الناس بالمخدر الذي طغى على عقولهم لكثرت الصمت والسكوت على الظلم والفساد الذي يفتك بهم ليل نهار ، او نتيجة بعض الاعتبارات مثل المحسوبيات وانقطاع راتب آخر الشهر فلو أنهم هبوا وسعوا للتغيير لكان الواقع الفلسطيني بأحسن حالاته أما إن بقي زوبعة داخل فنجان سيبقى على حاله.