وكالة القدس للأنباء – زهراء رحيل
منذ سنوات عدة وأهالي مخيم الرشيدية في جنوب لبنان، يطالبون ببناء سد بحري يمنع استقواء موجِ البحر على منازلهم، لكن لم يلقوا أي تجاوب من قبل الدولة اللبنانية، وقد جاء الرفض رغم تكفل غير طرف دولي ببناء هذا السد، لشعورهم بالحاجة الماسة اليه، لأن عدم وجوده يجعل بعض المنازل عرضة للانهيار، بعد أن تساقطت الجدران والسقوف على القاطنين فيها.
"ما زالت أصوات المهندسين تتردد على مسامعنا وهم يؤكدون على احتمال انهيار المنزل في الأيام القليلة القادمة، وقد حذرونا من خطر دخول الحمام الذي بات معلقاً في الهواء، فمن يدخله لن يخرج على الأغلب سالماً، أما غرفة النوم فهي في وارد السقوط، البيت غير صالح للسكن وعليكم الإخلاء بسرعة".
هذا ما قالته فاتن، زوجة ياسين الأحمد لـ"وكالة القدس للأنباء"، التي تقطن وعائلتها بجانب البحر في المخيم، وأضافت: "ما فينا نعمل أي شيء، يعني لو حتى زبطنا الأساس، السنة الجاي رح يصير نفس الشي، لأنه ما في سد بحري، والموج بيقوى كثير بفصل الشتاء، وبصير يخبط ليل نهار بالأساس، وبيسحب لتراب من تحت البيت، فبنرجع لنفس المشكلة".
وأوضحت أنه "فور انتشار الخبر تهافتت الجمعيات لزيارتنا، لكن لا مساعدة تذكر، ومهندسو "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" لم يعدوا بأي شيء، إنما قالوا: "سنأخذ البيانات، ولا نعد بأي شيء، لكن إذا استأجرتم أخبرونا".
أمواج البحر لم تسقط منزل الأحمد وحده، بل بيت شقيقه أيضاً، الذي أصبح ركاماً، وتسبب بأضرار في منزل جاره، الذي لم تجده الوكالة في منزله للوقوف على التفاصيل.
وناشدت عائلة الأحمد عبر "وكالة القدس للأنباء"، الدولة اللبنانية، قائلة: "اليوم والحمد لله سلمنا وطلعنا من البيت، بس يوجد مئات المنازل مهددين مثلنا بالانهيار، يعني الشقف التي وقعت من السقف لو أجت على الاولاد كان من الممكن أن يتعرضوا لكارثة إنسانية، كذلك لو ما وقع بيت سلفي كان ما انتبهنا ووقع البيت فينا، كرمال هيك بطالب الدولة اللبنانية بالموافقة على مشروع بناء السد البحري حتى نعيش بأمان".
المنزل تلو الآخر ينهار في فصل الشتاء في مخيم الرشيدية، والأهالي يترقبون تجاوباً من قبل الدولة اللبنانية، ومن جانب أخوي وإنساني، للإسراع في السماح بإدخال مواد البناء وبناء السد، وبذلك تكون قد ساهمت في منع حدوث كارثة بشرية لسكان المنازل القريبة من الشاطئ.