في أكبر حدث تاريخي واقتصادي هذا العام، افتتح الرئيس رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، مطار إسطنبول الجديد، الذي يُعتبر واحداً من أكبر مشاريع البنية التحتية في العالم.
ويقام الاحتفال التاريخي بالتزامن مع الذكرى الـ95 لتأسيس الجمهورية التركية، وسط حضور رسمي رفيع عربي ودولي، حيث يشارك 11 زعيماً.
وقال أردوغان في كلمته بالافتتاح: "عند بدء تشغيل مطار إسطنبول بالكامل سيتم إغلاق مطار أتاتورك أمام الرحلات الجوية، وسيتم تحويل بعض أجزائه إلى حديقة عامة".
وأعلن إطلاق اسم "مطار إسطنبول" على المطار الجديد، مؤكداً أنه "سيعمل 120 ألف شخص من أجل الخدمات في المطار الذي هو مشروع صديق للبيئة ويولد طاقته بنفسه".
وبيّن الرئيس التركي، أن بلاده تتطلع لإنهاء جميع مراحل مطار إسطنبول بحلول 2028. "لذلك فإن مطارنا سيواصل النمو في العشرة أعوام المقبلة".
وستكون القدرة الاستيعابية للمرحلة الأولى من مطار إسطنبول 90 مليون مسافر سنوياً، وسترتفع إلى 150 مليون مع انتهاء كل المراحل، ويمكن رفعها إلى 200 مليون عند الحاجة، بحسب أردوغان.
من جهته، قال ئيس البرلمان التركي بن علي يلديريم، في حفل الافتتاح: "يشرفنا تتويج الذكرى الـ95 لتأسيس الجمهورية بهذا العمل الفني البديع"، كما شكر "الجنود المجهولين لهذا الإنجاز العظيم، وهم المعماريون والمهندسون وعمالنا الذي يعملون على مدار الساعة. إنهم يستحقون أعظم التهاني".
وبحسب موقع "خبر تورك"، فإنَّ نقل الطائرات من مطار "أتاتورك" إلى مطار إسطنبول الجديد سيكون منتصف ليل الـ30 من الشهر الحالي، وستستمر العملية 45 ساعة، وسيبدأ المطار بتقديم خدماته بشكل كاملٍ، يوم الأربعاء المقبل.
ويقع المطار في القسم الأوروبي من مدينة إسطنبول بمنطقة "أرناؤوط كوي"، قرب البحر الأسود، على مساحة تقدَّر بنحو 77كم، وله سبعة مداخل رئيسية و229 نقطة مراقبة جوازات للقادمين والمغادرين و77 بوابة طيران.
وتبلغ مساحة المبنى الرئيسي للمطار مليوناً و300 ألف متر مربع، وهو بذلك الأكبر في العالم، بحسب ما تقول وكالة الأناضول الرسمية.
كما تبلغ مساحة المطاعم والمقاهي 33 ألف متر مربع، وسيعمل به 225 ألف شخص، وسيوفر أكثر من مليون فرصة عمل.
وستكون سعة المطار السنوية في المرحلة الأولى 90 مليون مسافر، على أن تكون المرحلة الثانية 150 مليوناً، كما أنه مزوَّد بأحدث أجهزة مراقبة وتوجيه الملاحة الجوية وأنظمة أمنية متطورة.
إعلان منتصف المقال
ومن المتوقع أن يسهم المطار الثالث بـ4.9% من إجمالي الدخل المحلي في تركيا بعد انطلاقه، إلى جانب 79 مليار دولار أرباحاً إضافية.
يُذكر أن مدينة إسطنبول تضم مطارين؛ أحدهما مطار "صبيحة غوشكن" الواقع في شطرها الآسيوي، والثاني مطار أتاتورك الدولي الواقع في الشطر الأوروبي.
ويتسع المطار الجديد لـ114 طائرة في آن واحد، وبإمكانه تسيير ثلاثة آلاف رحلة في اليوم. وقالت وزارة النقل التركية في وقت سابق، إنه جرى استثمار نحو 10.2 مليارات دولار في المشروع، الذي يُتوقع أن يدر نحو 22 مليار دولار خلال 25 عاماً، قبل احتساب ضريبة القيمة المضافة.
وتعمل السلطات التركية على مد خط مترو جديد يربط بين وسط مدينة إسطنبول والمطار الجديد في وقت لا يتجاوز 25 دقيقة.
والمطار الجديد أحد المشروعات العملاقة في تركيا، التي من بينها افتتاح ثالث جسر معلق فوق مضيق البوسفور عام 2016، وفتح قناة ضخمة في إسطنبول ستحول جزءاً كبيراً من المدينة إلى جزيرة، وكذلك تشييد نفق للسيارات يمر من تحت مياه البحر، وآخر للسيارات، بالإضافة إلى خط مترو لا يزال قيد البناء.
ويُفترض أن يحل المطار الثالث لإسطنبول محل مطار أتاتورك الدولي الذي سيتوقف العمل فيه، ووعد الرئيس التركي بتحويل مطار أتاتورك إلى حديقة كبيرة على غرار "هايد بارك" في لندن و"سنترال بارك" بنيويورك. وبالفعل شرعت بلدية إسطنبول في العمل بالمشروع.