المصدر: وكالة القدس للأنباء – زهراء رحيل
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً ضجة كبيرة، وعلامات استفهام كثيرة حول اتفاقية لاكرنوف، الموقعة بين بلدية لاكرنوف الفرنسية واللجنة الشعبية في مخيم برج الشمالي، مرفقة باتهامات تتعلق باحتمال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
فما هي هذه الاتفاقية؟ ومنذ متى تم توقيعها؟ وهل طبعت اللجنة الشعبية مع الإحتلال من أجل مساعدات لا تذكر؟ ولماذا لا تستبدل اللجنة مشروع سفر الأطفال الذي تبلغ تكلفته للطفل الواحد 15 الف يورو، بمشروع يعود بالفائدة على أهالي المخيم؟
لاستيضاح الأمر زارت “وكالة القدس للإنباء” اللجنة الشعبية في مركزها، وأجرت حواراً مع المنسق العام مع بلدية لاكرنوف الفرنسية، فؤاد لحسين، الذي أشار إلى أن “عمر الاتفاقية 12 عاماً، وقد وقعت عبر جمعية توامة المدن الفرنسية والمخيمات الفلسطينية، بين بلدية الأمعري في رام الله ومخيمات : نهر البارد، شاتيلا، برج البراجنة وبرج الشمالي، وبلديات فرنسية مختلفة.“
وعن الهدف الأساس منها قال : “الهدف الرئيسي من الاتفاقية هو الدعم السياسي للقضية الفلسطينية، ودعم الشعب الفلسطيني، وحقوق اللاجئين إلى حين عودتهم إلى ديارهم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”.
نفى لحسين بشدة قضية التطبيع، مبينا أن “ما حصل هو خطأ في الترجمة فقط، حيث أكدت بلدية لاكرنوف عدم التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، بأي شكل من الأشكال، لافتا إلى أن “البلدية تقوم كل عام بحملة واسعة من أجل إطلاق سراح مروان البرغوثي، بالتعاون مع العديد من الدول”.
وأكد الوفد الموقع على الاتفاقية أنه ” ليس من المعقول أن نذهب نحن إلى التطبيع مع الصهاينة، ونحن نحمل هم الناس والقضية، من أجل مساعدات لا تذكر، فالبلدية لم تقدم سوى أدوية لمرضى التلاسيميا، ومشروع فلترت المياه“.
وأشار لحسين إلى تعديل الاتفاقية وتوقيعها بعد ترجمتها.
وكانت قضية سفر الأطفال لمدة شهر، من المواضيع التي أثارت جدلاً واسعاً عند الأهالي، لارتفاع كلفتها بين تذاكر السفر والفنادق والرحل الترفيهية، لذا استفسرت الوكالة من لحسين عن تفاصيل المشروع، فأكد أن “المشروع لا يمكن الاستغناء عنه، لأن بلدية لاكورنوف هي من اشترطته، كما أن البلدية سحبت من اللجنة قضية ترشيح الطلاب منذ خمس سنوات، وباتت تتواصل مباشرة مع المؤسسات والجمعيات”.
ولفت لحسين أن “المشروع ممول بشكل أساسي من قبل المواطنين المنبثقين من أصول عربية، وممن يدعمون القضية الفلسطينية، ففي عام من الأعوام قررت البلدية إلغاء المشروع بسبب مشاكل مالية، لكن الأهالي رفضوا ذلك، ورفعوا قيمة تبرعاتهم، والمشروع لا يقتصر على تسفير 6 أطفال من مخيم برج الشمالي، بل يطال فلسطينيي الداخل، ففي كل عام يسافر 2 من أطفال بالداخل، شرط أن يكونا من أبناء الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي. “
وتحدث لحسين عن الزيارة الأخيرة إلى بلدية لاكرنوف، حيث طلب مسؤول اللجان الشعبية، الدكتور خليل نصار من البلدية تفعيل الاتفاقية، عبر زيادة المشاريع، وطرح نصار مشروع تركيب شبكة مياه جديدة ومحطات فلترة كبيرة، توزع مياهاً صالحة للاستخدام على أهالي المخيم. أما المشروع الثاني فهو تزويد مستشفى الجليل التابع للهلال الأحمر بالأجهزة، إضافة إلى تجهيز عيادة للأسنان.
أما مرضى التلاسيميا فكان لهم نصيب، حيث طلبت اللجنة من البلدية تأمين الدواء لمرضى التلاسيميا، وإجراء عمليات جراحية لهم لحل مشكلتهم الصحية.
هذه المشاريع إضافة إلى مشاريع أخرى كثيرة، مثل تأمين المنح الجامعية، وخطر سياسة دمج المدارس وسياسة تقليص خدمات الأونروا.
وفي الختام تمنى لحسين على وسائل الإعلام أن “تكون صادقة وشفافة، وأن يتم محاسبة جميع المؤسسات العاملة في المجتمع الفلسطيني، والتأكد من المعلومات قبل نشرها.“