تجد كثيراً من شباب ابناء شعبنا الفلسطيني المتعلم الحاصل على الشهادة الجامعية والدراسات العليا في شتى المجالات وتخصصات متنوعة، ولا تجد من يولي لهم اهتمام، ويكون لهؤلاء ذو كفاءة وقدرة على الإبداع والإنتاج.
لكن نجد هذه العقول تهاجر خارج مخيمات لبنان
وهذه الهجرة تسمى هجرة العقول وتهدف لتصفية القضية الفلسطينية وحق العودة وهي خطيرة نظراً لأن هذه العقول لم تجد مكاناً لها، في ظل استمرار عدم تقبل حداثة العقل وحداثة المجتمعات، والذي ساهم بشكل وبآخر في هذا انغلاق عقول التيارات الإسلامية وغيرها، فلا يتعاطون مع قيم للحداثة ولا مع القيم السياسية كالحرية والعدالة والمساواة والمشاركة والتعددية إلا كشعارات يتم استخدامها من أجل الترويج لأنفسهم ولفكرهم المنغلق.
كيف لمجتمع أن يحدث به تطور وهو منغلق على ذاته ويرى أن تلك الحداثة قادمة من الغرب، ويصر هو أن يبقى في عصر الجاهلية، فنجد أثر هذا في الكتابة والفن والسياسة، يتعاملون مع النصوص على أنها جامدة غير قابلة للتحرك، ويعتبرون أن قولهم هو الفصل وأن فكرهم هو السديد وأن لا تطور يمكن القبول به طالما قادم من الغرب.
هجرة العقول كانت وستبقى خطر محدق سببه عدم التعاطي مع تطورات الحياه والإيمان بضرورة استثمار كل فكرة تصب في مصلحة شعبنا في المخيمات.
إن أكبر إنتهاك لحق الشاب الفلسطيني المتعلم هو إستمرار اللجوء المقيت و الحكم المؤبد بالسجن داخل مخيمات اللجوء في لبنان وحرمانه من ابسط حقوقه
وحقه بالعودة الى الوطن و الخروج من سجون المخيمات التي حولتنا الى كائنات مرفوضة محليا و دوليا.