المصدر : عمر ابراهيم – سفير الشمال
هل تواجه الاونروا حرب وجود، أم أن ما يحصل مجرد ضغوط سياسية على اللاجئين الفلسطينيين؟، ولماذا اختارت الادارة الأميركية هذا التوقيت للإعلان عن تقليص حجم مساعداتها المالية للوكالة؟، وما صحة ان القرار الأميركي يستهدف فقط اللاجئين في لبنان وسوريا؟، وهل لذلك علاقة بالتوطين؟.
اسئلة كثيرة طرحت في الايام الماضية، ويبدو انها فتحت النقاش على أمور كثيرة منها دور الاونروا ومصادر تمويلها وكيفية صرف أموالها، من دون أن يلغي ذلك المخاوف من وجود مؤامرة تستهدف القضية الفلسطينية من بوابة الامن الاجتماعي، وسط عدم وضوح في الموقف العربي بشكل عام واللبناني بشكل خاص الذي ما تزال مواقفه الرسمية حيال القرار الأميركي خجولة نوعا ما، رغم تداعيات ذلك على الوضع العام في لبنان جراء تفاقم معاناة اللاجئين .
اقل من 200 الف لاجىء فلسطيني وفق آخر إحصاء لبناني، باتوا اليوم في مواجهة تداعيات القرار الأميركي، لا سيما أبناء مخيم نهر البارد الذين قد يخسرون فرصة إعادة إعمار ما تبقى من مخيمهم الذي دمر في أعقاب مواجهات عام 2007 بين الجيش اللبناني وتنظيم فتح الاسلام، حيث يتطلب ذلك مبلغ 105 ملايين دولار اميركي.
″سفير الشمال″ حاورت الناطق الرسمي للأونروا سامي مشعشع الموجود في القدس المحتلة، والذي أبدى تخوفه من مخاطر هذا القرار وتداعياته على الامن الإقليمي، الا انه في الوقت نفسه يؤكد ان الاونروا لن تغلق أبوابها.
ويقول مشعشع: ″يصل عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في لبنان في سجلات الاونروا إلى 469 ألف و555 لاجئا يطابقون تعريف الأونروا للاجئ الفلسطيني″.
ويوضح أن “اللاجئ الفلسطيني هو الشخص الذي كان يقيم في فلسطين خلال الفترة ما بين أول حزيران 1946 و15 أيار 1948، والذي فقد بيته ومصدر رزقه نتيجة حرب 1948″، مشيرا الى أن “هذا العدد قد يضم أشخاصا قد يكونوا غادروا لبنان ولكن يحق لهم الاستفادة من خدمات الأونروا في أي وقت حال عودتهم إلى لبنان”.
يضيف مشعشع: ″لقد انفقت الاونروا في لبنان في العام 2017 مبلغ 40 مليون دولار لتعليم 37 ألف طالب فلسطيني في 66 مدرسة تابعة للوكالة وألف طالب في مركز التدريب المهني، ورغم الازمة المالية الحادة وغير المسبوقة لم تقلص الاونروا حتى الآن خدماتها الى اللاجئين وهي تسعى جاهدة للحؤول دون ذلك عبر اعتماد عدد من التدابير الداخلية التقشفية وتكثيف جهود حشد التمويل من مختلف المصادر”.
ويحذر مشعشع من أن هذا “التخفيض في التمويل قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تؤثر على حياة اللاجئين الفلسطينيين في كل ميادين عمل الاونروا لا سيما في لبنان”، مؤكدا أن “الاونروا لن تغلق أبوابها وستبقى على رأس عملها كما هو الحال على مدى العقود السبعة الماضية” لافتا إلى أن “الفشل هو فشل سياسي بامتياز ويجب أن لا تعاقب الاونروا بسبب فشل الاطراف فى ايجاد حل سياسي للقضة الفلسطينية والوكالة تنتهي فقط عندما تحل قضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل عادل وشامل”.
ويشير مشعشع إلى أن “التبرعات المقلصة تؤثر على الأمن الإقليمي في وقت تواجه فيه منطقة الشرق الأوسط مخاطر وتهديدات متعددة وتحديدا تلك المرتبطة بالمزيد من التطرف”، مشددا على أن “الخدمات التي تعتبر على المحك هي التعليم والطبابة والاستشفاء والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية ومعونات نقدية وغذائية وغيرها من الخدمات اضافة الى الكرامة والامن الانساني”.
وردا على سؤال عن تأثيرات القرار الأميركي بتخفيض المساعدات للوكالة على لاجئي فلسطين يقول مشعشع: “نعمل بعزيمة تامة من أجل ضمان استمرارية خدمات الأونروا” لافتا الى أن المدارس ستبقى مفتوحة”، ومؤكدا أن الوكالة ستواجه تحديات هائلة في الأسابيع والأشهر المقبلة، وأن “الولايات المتحدة قد تبرعت للأونروا بمبلغ إجمالي مقداره 350 مليون دولار في عام 2017 ونحن تسلمنا فقط 60 مليون دولار من ذلك المبلغ”.
ويؤكد أن “الاونروا واستمرار عملياتها لا تحددها جهة واحدة، بل 167 دولة من الدول الأعضاء فى الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي صوتت لتجديد تفويض ولاية الاونروا، وأشادت بدورها كعنصر إستقرار أساس فى المنطقة”.
ويوضح انه “حتى قبل القرار الأميركي، كنا نعمل بلا كلل في البحث عن تحالفات تمويلية جديدة وذلك عبر التواصل مع الدول الأعضاء والصناديق الائتمانية والمؤسسات والجمعيات الخيرية والقطاع الخاص والأفراد”.
ويختم مشعشع: “إن إعادة الاعمار في مخيم نهر البارد متواصلة حاليا من دون أية عقبات، وحتى هذه اللحظة تم إعادة إعمار 4 رزم من أصل ثمانية، والعمل جار على انهاء الرزمة الخامسة، والولايات المتحدة الامريكية من اهم المتبرعين لاعادة إعمار هذه الرزم، و ما زالت الاونروا تحتاج الى 105 ملايين دولار لاستكمال عملية بناء المخيم وهي تقوم بجهود حثيثة للحصول على مزيد من التمويل لاتمام ما تبقى من الرزم والتمويل المتوفر حاليا يكفي لانهاء الرزمة الخامسة والشروع ببناء الرزمة السادسة”.
إعلان منتصف المقال