recent
أخبار ساخنة

السرقة الادبية .. بين الخبث و الجهل و التبني

الصفحة الرئيسية

السرقة بكافة انواعها نقيصة لا يمارسها الا مريض نفسيا ، او شخص ترعرع في بيئة

غير صحية فسلك طريقا معوجا و دأب على اخذ ما ليس له ، خلسة و بعيدا عن اعين الناس .

و من هذه" الحرمنة" اللاأخلاقية هي سرقة جهود الناس ، و تبني مقالات و خواطر و افكار

و اشعار و رسومات و غيرها من الابداعات و نسبها لغير اصحابها دون إذن . و بعتمة ليل

و بخداع و غش احيانا يتم التلاعب في بعض الكلمات و الجمل حتى ينخدع المتلقي ،

و حتى يخفي السارق جريمته ! و هنا يجب ان نفرق بين تبني الرأي او بعضه و بين

استلابه . فكل كاتب مهما علا شأنه و ارتفعت قيمته الادبية ، مغمورا كان او مشهورا

حديثا في الكتابة ام مخضرما يمكن ان يتبى آراء غيره من الادباء و الكتاب و الشعراء

او يتبنى جزءا من آراء و مواقف قديمة او حديثة فيدعم بتلك الاراء كتاباته و يجعلها

حجة من حججه و دليلا من دلائله و لكن الامانة تقتضي ذكر المصدر بتفاصيله حتى

لا يقع بنقيصة الاستيلاء على جهود الاخرين و نسب عصارات افكار الناس لنفسه .

العلوم الانسانية و الادب و الفنون لا تقوم من فراغ بل تبنى على ما سبقها من تجارب

و ما وصلت اليه من افكار . تبني عليها و تطور بها و تضيف لمسات جمالية جديدة

و لو لم تكن كذلك لكان كل شئ مكرر و ممل و ليس له قيمة و لن يجد من يلتفت

اليه من الناس . على الكاتب ان يضيف فكرة جديدة فيما يكتب ، و يقدم للقارئ

ما يفيده بمعلومة او تحليل او موقف و رأي يختلف عن الاراء المطروحة ، و الا

فلن تسلك كتاباته طريقها الا الى سلة المهملات و تضيع جهوده هباء منثورا .

بعض الجهلة ممن لا يملكون الملكات التي يتمتع بها غيرهم ، و لا يستطيعون

إعمال عقولهم بالاستنباط و الابداع و التفرد بتقديم الجديد.. المفيد للناس ، لا

يتوانون عن الاستيلاء على جهود غيرهم و لا يفكرون بردود الافعال حين انكشافهم .

لقد ساءني انا و غيري من الناس فضيحة سرقة المدعو وسيم يوسف لمقالات

الكاتب ادهم الشرقاوي و ادراجها في برنامجه " من رحيق الايمان " و خداع مشاهديه

بان كل ما يقوله هو من بنات افكاره و اجتهاده . بغض النظر عن موقفي الشخصي

من هذا الشيخ الاستخباراتي الذي يبني شهرته على السرقة و الفتن و مهاجمة الاخرين

ممن هم اعلم منه و اكبر عقلا و انبه و اكثر ذكاء ، فبعيدا عن موقفي منه و من

تهريجه ، الا ان ما قام به لا يعبر عن حد ادنى من الاخلاق و لا يقدر جهود غيره .

بل و كان رده اسوأ من سرقته عندما قال للكاتب " لك الشرف ان اقرأ لك !"

كان حري به ، و بامثاله ممن يبحثون هنا و هناك و يسرقون افكار الناس

و ينسبونها لانفسهم ، ان يعتذر و يتعظ و يقول اني اعجبت بتلك الكتابات و رأيتها

مفيدة للمستمعين و المتابعين و اني اعتذر عن عدم ذكر مصدرها . لو قال ذلك لحفظ

ماء وجهه و لكان قد خرج من مأزقة باقل كلفة ، لكن الله عزوجل اراد خزيه

امام متابعيه و ربط على قلبه و لسانه و جعله يتمادى في غيه و بهتانه . و لقد مررت

انا بتجربه مشابهة بعدما كتبت خاطرة في دنيا الوطن بتاريخ 21. 06. 2005

https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/24549.html حين يموت الضمير

لقد وجدت العشرات قد نسبوها لانفسهم مع بعض الزيادات او التغييرات ، و فوجئت

بشيخ قد بنى خطبته على اساسها و شاعرة خليجية زادت عليها ووضعتها في صفحتها

و نسبتها لها . و هناك خواطر و قصص قد نسبها البعض لهم و ملؤا بها المنتديات .

شئ جميل ان يرى القارئ او المتتبع مقالا او قصة او خاطرة فتعجبه و يتبناها و يقوم

بنشرها او نشر مقاطع منها و لكن الامانة تقتضي ادراج مصدرها و بيان كاتبها ووضعها

بين قوسين للتفريق بين ما يكتبه هو و ما نقله عن غيره .

ماهر الصديق


google-playkhamsatmostaqltradent