المكتب الإعلامي لمجلس علماء فلسطين في لبنان.
استنكر مجلس علماء فلسطين في لبنان ما أعلنه الرئيس الامريكي دونالد ترامب بأن القدس عاصمة للصهاينة، معتبرا ذلك حربا على فلسطين وعلى امتنا وجريمة العصر الكبرى، التي يعتبرها ترامب صفقة القرن أي تصفية القضية الفلسطينية برمتها، مطالبا المجلس كل الشعوب العربية والاسلامية بإعلان الحرب على هذا القرار الصهيوامريكي قولا وفعلا من خلال النزول على الطرقات وحرق وإغلاق السفارات الصهيونية، وعلى السلطة الفلسطينية وقف المفاوضات فورا واعلان شعار المقاومة المسلحة وتوحيد الصف الفلسطيني على مقاومة الاحتلال، وأضاف المجلس على الأمة ان تتحمل مسؤولياتها تجاه القدس والمقدسات في مواجهة هذه الهجمة الصهيوامريكية الشرسة على القدس، وأكد على خطورة الأوضاع التي تمر بها فلسطين والمنطقة والقدس من جراء هذا القرار الامريكي الهمجي الظالم الغير مسؤول والتعديات الصهيونية المستمرة ضد المقدسات والاراضي الفلسطينية، وفي مواجهة ذلك أكد المجلس أن الأمة لا تشكو من قلة الإمكانيات البشرية والمالية والعسكرية بل مشكلتها في حكامها المرتهنيين للأعداء الذين يحاولون إبعاد الأمة عن سر قوتها ووحدتها الوطنية والاسلامية،
وأضاف المجلس ان نصرة القدس وفلسطين بحاجة الى وحدة الصف والموقف والى الجهاد والمقاومة بالسلاح من داخل كل فلسطين وخارجها وفتح كل الحدود للجهاد وقطع كل العلاقات مع هذه الإدارة الامريكية وعدم الاقتصار على المؤتمرات والكلمات وترك المراهنة على الانظمة المعروفة بخيانتها للأمة التي سهلت اتخاذ هذا القرار من خلال اعترافها بالكيان الصهيوني، ودعا المجلس علماء الأمة إلى إصدار فتاوى تؤكد على وجوب الجهاد المسلح ضد الصهاينة المجرمين وحرمة التعامل مع هذا الكيان الغاصب،
ومن جهة ثانية استنكر الشيخ الدكتور محمد الموعد الناطق الرسمي للمجلس في تصريح له، الصمت المطبق للعرب والمسلمين على احتلال المسجد الأقصى منذ ما يزيد عن خمسين عاما دون أن يحركوا ساكنا، قائلا لقد تم احراق المسجد الأقصى المبارك مئة مرة، عندما سكتت الأمة الاسلامية و العربية على تدنيس الصهاينة له، ومن يوم مقولة غولدامائير، لقد وضبت اغراضي، وحملت حقائبي خوفا من انتقام العرب على إحراقنا للمسجد الاقصى، لقد ظننت لأول وهلة أنهم سيقتلعوننا ويرموننا في البحر، ولما شاهدنا وسمعنا ردهم الذي لم يتجاوز الإدانة والتنديد، أيقنت عندها اننا امام امة نائمة واننا نستطيع أن نفعل ما نريد بالقدس والأقصى وبكل فلسطين، بل بكل بلاد العرب والمسلمين، معتبرا الشيخ الموعد، أن ذبح المسجد الأقصى المبارك كان منذ اليوم الأول من احتلاله، وقبل إعلان الهمجي دونالد ترامب أن القدس عاصمة للصهاينة بأمر من زعماء وحاخامات الصهاينة المجرمين، الذين يعملون ليلا ونهارا على طمس معالم القدس من خلال ما يقومون به من جرائم على البشر والحجر والشجر، وما يقومون به من إعتداءات، واقتحامات يومية، إلى الحفريات وهدم معظم الأحياء المحيطة بالأقصى، الى مصادرة حائط البراق وإطلاقهم عليه اسم جديد بما يسمى حائط المبكى، إلى بناء المغتصبات في أراضي القدس والضفة الغربية، إلى بناء حائط الفصل العنصري ومصادرة الأوقاف الاسلامية ومحاصرتها، الى التقسيم الزماني والمكاني، و المحاولات المستمرة لبناء الهيكل المزعوم، إلى وضع القيود على المصلين ومنع من هو تحت سن الخمسين دخول المسجد المبارك، إلى هدم ومصادرة المنازل وسحب هويات المقدسيين واعتقالهم وتهجيرهم، إلى آلاف الأسرى والمعتقلين، وصولا إلى هدم المقامات ونبش قبور الصحابة وجرف المقابر وتدمير المساجد، كما توجه إلى الأمة جمعاء بالدفاع والذود عن القدس لان العار لا يغسله سوى جحافل المقاومة والجهاد والتحرير التي ستطهر بيت المقدس من دنس الصهاينة إن شاء الله تعالى، كما ذكر المجلس بأهمية ومكانة المسجد الاقصى في القرآن الكريم والسنة الشريفة وعند كل المسلمين، وذلك ان المسجد الاقصى بناه النبي آدم عليه السلام بعد اربعين سنة من بناء المسجد الحرام ثم اعاد بناءه النبي ابراهيم عليه السلام بعد بناء ورفع قواعد الكعبة من جديد، فهو ثاني مسجد بني على هذه المعمورة وهو المسجد الثاني الذي ذكر اسمه بعد المسجد الحرام في القرآن الكريم من دون مساجد الدنيا، وهو المسجد الوحيد في الارض الذي صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم إماما بالانبياء والرسل عليهم السلام بعد ان أسري به من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى كما قال الله عز وجل في سورة الاسراء (( سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير)) وهو المسجد الوحيد الذي بورك من حوله اي (المبارك) بنص من القرآن الكريم ((الذي باركنا حوله)) وهو من الآيات الاولى التي رأها النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته هذه, قبل الآيات التي رأها في السماوات((لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير ))
ومنه عرج النبي عليه السلام الى السماوات العلا فهو مفتاح الارض وبوابة السماء اي اليه كان الاسراء من المسجد الحرام ومنه كان المعراج الى السماوات و فيه الصخرة المباركة وفيه حائط البراق والصلاة فيه بخمسمائة صلاة وهو اولى القبلتين اي القبلة الاولى للمسلمين والانبياء جميعا وثالث الحرمين الشريفين من حيث المكانة والقدسية وهو الذي تشد الرحال اليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال الا لثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الاقصى), وطائفته و اصحابه واهله ومحبوه ومن يعيش في اكنافه هم من اصحاب الحق ومن المجاهدين في سبيل الله والمرابطين الى يوم القيامة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ما تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من ناوءهم او من خذلهم حتى ياتي امر الله وهم كذلك قيل اين هم يا رسول الله قال في بيت المقدس وفي اكناف بيت المقدس) وهناك الكثير الكثير مما ذكر بحق المسجد الاقصى والارض المباركة والمقدسة, و من اجله نقدم الغالي والنفيس, وأكد المجلس اننا نريد تحرير ارضنا واقصانا واسرانا و كل فلسطين و طرد العدو الصهيوني من ارضنا المباركة وعودتنا الى ديارنا وطالب بترك كل الخلافات والنعرات المذهبية والطائفية ورفض المشروع الغربي والصهيوامريكي التقسيمي لمنطقتنا والعمل على وحدة صفنا وتسامحنا ومحبتنا، وأخيرا ناشد المجلس الأمة ايها العرب ايها المسلمون ((واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)) وهبوا لنجدة وتحرير اقصاكم .