الذكاء الاصطناعي يعبِّر عن إمكانية محاكاة الإنسان
تحرير: مصطفى رضا
مباشر: هل تخيلت في يوم ما مدى التطور الذي ستصل إليه الروبوتات في المستقبل؟، لأي مدى يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في القيام بمهام يصعب العيش دونها أو تسهل على الأقل صعوبات تنفيذ عمل ما.
يشير تقرير حديث لمنتدى الاقتصاد العالمي إلى إمكانية استخدام التحكم الآلي في رعاية كبار السن، وتوجيه السيارة بدون سائق، ليتحول العالم إلى صورة جديدة.
الذكاء الاصطناعي يحاكي إدراك البشر
تمثل فكرة الذكاء الاصطناعي والتحكم الآلي للبعض مجرد اقتراح بامتلاك جهاز كمبيوتر جديد ينفذ مهام العمل التي يقوم بها البشر بطريقة أكثر كفاءة ودقة، ولكن لب الأمر هو محاكاة الإنسان في القدرة على اتخاذ القرار، والإدراك البصري، والتعرف على الكلمات المنطوقة وتنفيذ بعض السلوكيات.
وأشار التقرير إلى أن جوهر الذكاء الاصطناعي هو إدراك للبيئة المحيطة والقدرة على اتخاذ قرارات وإجراءات لتحقيق هدف معين.
وتحاول بعض الشركات مثل "تيوتا" و"هياتشي" من ضمن العديد من الشركات أن تطور نموذجاً مبدئياً للروبوتات المنزلية لرعاية كبار السن وفقاً لعادات الشخص وحالته الصحية، في ظل ارتفاع تكاليف رعاية كبار السن في البلدان العالية الكثافة السكانية.
ونوه تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي بأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تستخدم في الروبوتات المنزلية هي نفسها التي تدخل في المركبات ذاتية القيادة، والقائمة على فكرة قياس الظروف والتصرف وفقاً لها.
وتعتبر السيارات ذاتية القيادة هي الفكرة التي توضح إمكانيات الذكاء الاصطناعي في العالم الحقيقي، والتي يمكن أن تجعل وسائل النقل أكثر كفاءة، وتحسين حركة المرور وتوفير الوقود، فبدلاً من الإنسان، تتحقق المركبة عن طريق أجهزة الاستشعار من توافر الشروط الخاصة بالأمان، لتصل السيارة لوجهتها بفاعلية وكفاءة.
الوجه المظلم للذكاء الاصطناعي
في حين أشار منتدى الاقتصادي العالمي إلى إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في الابتكارات الجديدة، ذكرت تقارير أخرى أن التوسع في التحكم الآلي سيعرض 47% من الوظائف في الدول المتقدمة للخطر، في حين تتجاوز تلك النسبة 50% في الاقتصاديات النامية.
وكان رئيس شركة تسلا، "إيلون موسك"، قد أعلن في وقت سابق إمكانية التوصل لسيارات ذاتية القيادة قادرة على بلوغ الوجهة دون حتى البوح بها عن طريق الروتين اليومي للشخص، ولكنه ذكر في تصريحات أخرى أن الخطر الأكبر الذي يخشاه هو سيطرة الآلات على الوظائف البشرية.
وقال "إيلون موسك" إن الروبوتات في المستقبل ستقوم بمهام البشر بصورة أفضل، وإن كل المجالات ستتأثر بشكل سلبي بانتشار الذكاء الاصطناعي، وسيتكبد قطاع وسائل النقل أكبر وأسبق الخسائر.
ولكن يرى البعض أنه مع سيطرة الروبوتات على بعض الوظائف فإن التكنولوجيا تظهر مهام جديدة مختلفة تساعد على نمو معدل التوظيف في الدول المتقدمة، شريطة الاتجاه للتدريب والتعليم المستمر لمواكبة العصر الرقمي وإيجاد فرصة للتواجد والعمل.
الروبوتات تدير المهام
وطرح التقرير سؤالاً اعتراضياً، هل من الممكن أن يتحكم الذكاء الاصطناعي وينظم بشكل مستقل الروبوتات الأخرى لأداء مهام معينة، كإعطاء السلطة لها بوقف عملية الإنتاج وإعادة تنظيمها بصورة أفضل؟.
وأكمل التقرير أن الشركات في الوقت الحالي تسعى لزيادة قدرة التحكم الآلي على التعامل مع كمية البيانات الكبيرة وتحديد المعلومات التي يجب جمعها واستخدامها لاتخاذ القرار دون تدخل البشر في الأمر.
التجربة الأمريكية والهندية
قامت شركة خدمات السيارات الأمريكية "إنريكس" بتطوير نظام الذكاء الاصطناعي بتطبيق يسمى "أوتوتليجنت"، والذي لديه القدرة على تعلم عادات القيادة للسائق ومعرفة الطرق المفضلة لديه وتوقع الرحلات وأماكن التوجه، مع إمكانية تحليل حركة المرور على أساس بيانات 275 مليون مستخدم، واقتراح الوقت المناسب للمغادرة.
وصنعت شركة "جريورانج" الهندية ربوتين يستخدمان تقنية الذكاء الاصطناعي للمساعدة في زيادة إنتاجية علمية التخزين، حيث يقوم أحد الروبوتات والمعروف باسم "بتلر" باختيار من 400 إلى 500 منتج في ساعة، مقارنة بمستوى بين 100 إلى 200 منتج في نفس الوقت عن طريق البشر.
وفي الإمارات العربية على سبيل المثال أيضاً، أطلقت شركة متخصصة في مجال التحويلات المالية مساعداً إلكترونياً يمكن التواصل مع خلال أيام الأسبوع على مدى الـ24 ساعة.
وذكر التقرير أنه في الهند يلقى 17 شخصاً مصرعه كل ساعة بسبب حوادث الطرق، والتي تصل بمستوى 1214 حادثة يومياً، ولكن يمكن مع استخدام الذكاء الاصطناعي إدارة تلك المشكلات التي قد يؤدي خطأ بسيط بها لنتائج كارثية.
وأشار المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن أي تكنولوجيا جديدة قد تسبب الذعر للأفراد، ولكن مع استخدامها بشكل جيد قد تخلق إمكانيات جديدة وآفاقاً للأعمال التجارية بشكل خاص والإنسانية بصورة عامة.
