recent
أخبار الساخنة

النازحون الفلسطينيون من سوريا: معونة "الأونروا" لا تكفي لشراء منقوشتي زعتر يومياً!

الحجم



وكالة القدس للأنباء - خاص


ازدادت معاناة حوالي عشرة آلاف نازح فلسطيني من سوريا إلى لبنان حدة، بعد أن تراجعت قيمة المساعدات المقدمة لهم من "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا"، والمؤسسات والمنظمات الإنسانية والخيرية والاجتماعية، ما ضاعف وضعهم سوءاً في المجالات كافة، بخاصة الاستشفائية والتربوية ومعاملات الإقامة وتسجيل المواليد، وانعدام توفر سبل العمل.

تفاصيل هذا الوضع الصعب كثيرة ومتشعبة، وقد تصدمك عندما تزورهم في أماكن سكنهم، وتشاهد وتستمع إلى مشاكلهم.

فتح النازحون صدورهم وباحوا ببعض أوجاعهم لـ"وكالة القدس للأنباء" التي التقتهم في مخيم عين الحلوة، قالوا أشياء واحتفظوا لأنفسهم بأشياء أخرى حفظاً لكرامتهم.

يفاجئك سكنهم أولاً، فهم عبارة عن غرفة صغيرة تضم عدة أطفال مع والديهم، المساحة ضيقة، والأثاث بسيط ومتواضع جداً، سقف وجدران تهدد حياتهم بسبب التشققات الموجودة فيها، وهي تنذر بالانهيار في كل لحظة، شديدة الحرارة صيفاً والبرودة شتاء .

أما ملامح العائلة فيشير إلى بؤس وحرمان غير معهودين، تخرج الكلمات من بين شفاههم جافة وحزينة .. كل شيء يحيط بك أثناء حوارك مع هؤلاء النازحين يستفزك، ويدفعك إلى التساؤل عن أسباب غياب الرعاية الحقيقية التي يستحقونها.

المشكلة تحددها الأرقام

يصف لنا النازح محمد د. واقعه بالأرقام، فيقول: "الأونروا تصرف لنا بدل إيجار 100$ أمريكي بشكل شهري، بينما أجور المنازل تتجاوز مئتي دولار شهرياً، وتصرف معونة غذائية قيمتها 27 دولاراً شهرياً للفرد الواحد، وهي لا تكفي لشراء ثلاث بيضات، وثلاثة أرغفة خبز أو منقوشتي زعتر على أفضل تقدير، وهذا المبلغ غير كافٍ لاستئجار منزل وإحضار طعام صحي".

إعلان منتصف المقال
وأشار إلى أن "انقطاع الكهرباء بشكل يومي أجبرنا على تأمين اشتراك مولد، مع ارتفاع درجة الحرارة، ما زاد الأعباء المالية علينا وعلى أسرنا". 

وأوضح عدنان ج. أنه" بالإضافة إلى الصعوبات المعيشية التي نعيشها مع عائلاتنا، فإن الهواجس والهزات الأمنية التي يتعرض لها النازحون الفلسطينيون السوريون في المخيمات في لبنان، وخاصة في مخيم عين الحلوة ، كبيرة، وكذلك الأمر في عدم قدرتهم على إيجاد فرص عمل في ظل انتهاء الإقامات، وصعوبة التجول والتنقل، ما يجعلهم في ظروف صعبة وقاهرة، وإرباك دائم، كما أن شراء المياه زاد المصروف المالي عليهم".

كرتونة مساعدات سنوية !!

وبدورها، تؤكد أم محمد ع. أن "موضوع المساعدات التي تقدم لهم من المؤسسات الخيرية والاجتماعية لا تتجاوز كرتونة غذائية من شهر رمضان إلى شهر رمضان، كل عام مرة، بالإضافة إلى مساعدة الأونروا التي لا تكفي حتى إيجار المنزل".

وطالبت أم محمد "المؤسسات الإغاثية بتكثيف المساعدات وتوزيعها بشكل عادل، حتى تصل إلى كل المستحقين، مشيرة إلى أنه "في بداية النزوح كنا نتلقى مساعدات أكثر، أما حالياً فيوجد شح واضح في ذلك، كما أن الغلاء في كل الأمور الحياتية زاد المعاناة سوءاً". 

من جهته، طالب النازح علي ح. "المؤسسات الخيرية والإجتماعبة والمعنيين النظر بقضية فلسطينيي سوريا، خصوصاً الرئيس محمود عباس، ومنظمة التحرير الفلسطينية، و"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" والمنظمات والفصائل الفلسطينية والإسلامية، وجميع المؤسسات والجمعيات الخيرية العاملة في المخيمات الفلسطينية، وبالأخص العاملة في مخيم عين الحلوة، والعمل على تحسين أوضاعهم، لأن حجم مأساتهم إزداد فوق إمكانية الاحتمال". 

إن بقاء هذا العدد من النازحين الفلسطينيين تحت نير هذه الأحوال المأساوية، إدانة لكل الجهات التي ترعى شؤونهم، لأن في ذلك إجحاف من جهة، وعدم تحمل المسؤولية الكافية، من جهة أخرى. ولذا، فإن على هذه الهيئات والمنظمات الإنسانية، وكل الجهات التي تهتم بقضايا النزوح واللجوء، أن تبادر إلى رفع كابوس الحاجة عن كاهل هؤلاء، وتقديم العون العاجل الكافي لهم لسد كل حاجاتهم الضرورية، وتوفير فرص عمل للقادرين منهم.









تعديل
author-img
Www.albuss.net
مدير تحرير موقع البص محمد سليمان عبد الرازق موقع مخيم البص هو موقع اخباري اجتماعي يهتم بأخبار مخيم البص والمخيمات الفلسطينية واخبار الجاليات الفلسطينية حول العالم، وهو يتضمن اخباراً وتحقيقات متنوعة واخبار محلية ودولية ورياضية بالاضافة الى اخبار المنوعات والمجتمع والفنون والثقافة واقسام اخرى ممتعة ومشوقة. INFO@ALBUSS.NET http://www.albuss.net/ 03066158 009613066158

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent