خاص عيون صيدا – بقلم فاطمة مجذوب
هي طفلة ذكيّة ذات روح مرحة، لِكلامها وحركاتها مزايا تشدّك رغمًا عنك، حازت على شهرةٍ واسعةٍ عبر مواقع التواصل الإجتماعيّ من خلالِ بعض الفيديوهات التي قدّمتها، لا سيّما على الصّعيدين الفلسطينيّ في الدّاخل والشّتات.
إنها إبنة الأرّبعة أعوام، لمار مُهيب موعد.
فبالإضافة إلى ما تمتعت به هذه الطفلة من روح الدعابة والموهبة، فإن لأسرتها تأثير مباشر على تكوين نفسها وذاتها، فهي إبنة النّاقد الكوميديّ والصحفي مُهيب موعد، لكن إضافاتٍ من شخصيّتها كان سببًا في نجاحها.
وفي مقابلة أجراها موقع عيون صيدا مع والدها مُهيب، لفت إلى “أن ابنتي لمار لا تكون معي حيّنما أقوم بتقديم الفيديوهات، وبعيدة عن عملي بِشكلٍ كليّ، لكنها ذكيّة بِالفطرة، ولديها سرعة حفظ تجعلني أستغرب أحيانًا، فهي قادرة على حفظ أي شيء تسمعه لمرة أو مرتين، وهناك دعم معنوي وتشجيع دائم مني ومن والدتها”. وتابع موعد “لمار لديها حبّ المعرفة، فهي لا تتوانى عن توجيه الأسئلة يوميًا وبِشكل مستمر، ومعظم أسئلتها غريبة حتى أنّي لا أجد في بعض الأحيان أجوبة لها، كما أنها حفظت بفترة قصيرة مئات معاني الكلمات باللغة الإنكليزيّة، وتحفظ العديد من سور القرآن الطّويلة، والأحاديث، وقصص الأنبياء والأناشيد، والقصائد، وتعرف معلومات كثيرة عن فلسطين، خاصة أني أتعامل معها وكأنّها شابّة وليست طفلة”.
ولفت موعد إلى أنه وفقًا لظروف عمله في مدينة بيروت فهو لا يلتقي بإبنته بشكل يومي، لكن في كلِ مرة يجلس معها يشعر أن نسبة معرفتها قد ازدادت نتيجة مشاهدتها الدّائمة للقنوات والفيديوهات الثقافيّة، موضحًا أنه من الضروري عندما يطرح الطفل أي سؤال أن يقوم الأهل بالإجابة عليه بِشكل مفصل، خاصة أن كثرة الأسئلة من علامات الذّكاء”.
ويشير والد الطفلة، إلى أن “لمار دائمًا تستغرب عندما يستوقفها الكثير من أبناء المخيّم فتسألني (من وين بعرفوني)، فهي بالرغم من ذكائها لا تعرف الكثير عن مواقع التواصل الاجتماعيّ، وأن أحد الفيديوهات التي قدمتها وهي بعمر السنتين ونصف، قد شاهده أكثر من 10 ملايين في الوطن العربي”. ولدت لمار في مخيّم البداوي شمال لبنان عام 20133، تنحدر من بلدة صفورية شمال فلسطين المحتلة، وتطمح إلى أن تصبح طبيبة في المستقبل، وتحلم بالعودة إلى وطنها فلسطين.
هذه الطفلة وعشرات الأسماء الأخرى، يمثلون نماذج للعطاء، رغم قسوة المعاناة وظروف اللّجوء الصّعبة، وبدل أن يكسرهم اليأس انتصروا عليه بالاداء الرّائع الذي وجد تجاوبًا واسعًا.
إعلان منتصف المقال
لمار موهبة تستحق العناية والمتابعة، كي تبقى صورة وصوتًا وحركة معبرة عن قضية شعب، وطفولة تُقبل على الحياة بِروح التّفاؤل ومد جسر للمستقبل بالإبداع.