ليست المرة الاولى التي يزور فيها الرئيس محمود عباس لبنان .
سبقتها زيارات كثيرة لا يعرف احدا بما انتجته و ما توصلت له ، لكن المعلوم
لدينا ان السياسة الرسميه للسلطة اللبنانيه تجاه الفلسطينيين لم تتغير
قيد انمله لا قبل الزيارات و لا بعدها ، و لسنا متفائلين باية نتيجة من الزيارة
الحاليه . بالتأكيد ان التواصل و التنسيق بين الاشقاء العرب ضروريا ،
باعتبارنا اصحاب القضية المركزيه ، و لاننا امة واحدة ، و عدونا واحد .
لكن المسألة بالنسبة للبنان مختلفه ، لان هناك مئات الالاف من الفلسطينيين
المقيمين في لبنان بلا اية حقوق مدنيه . تحرم القوانين اللبنانيه عليهم
العمل في عشرات الوظائف و يعانون من ضغوظ ثقيله تتعلق بالاحوال
المعيشيه و الاوضاع الصحية و الامنيه ، و تمنع عنهم مواد البناء و مواد
ضروريه تتعلق بمعيشتهم و تحسين احوالهم . فمثل هذه الزيارة من رئيس
فلسطيني يجب ان تكون اجندتها عمليه و مليئة بالمسائل التي تحتاج الى حلول ،
و ليست زيارة بروتوكوليه تندرج تحت قائمة التواصل و التقارب بين الاشقاء .
الفلسطينيون في لبنان يأملون ان تحقق هذه الزيارة نجاحات يستطيعون رؤيتها
على الارض في التعامل مع الواقع المعيشي الصعب و تخفف من مشاكلهم و آلامهم .
و يريدون رؤية حل للمشكلات الامنيه المتفاقمة و المتنقله في المخيمات و لا سيما
في مخيم عين الحلوة ، و كذلك حل لمشكلة الجدار العنصري الذي يقام على تخومه .
و يريدون ان يروا الرئيس في زيارات للمخيمات من الشمال الى الجنوب ، يستمع
لشعبه و يشاهد بام عينيه الواقع المزري في المخيمات . حتى يكّون فكرة واقعيه
عن الظروف القاهرة التي يعانيها الانسان الفلسطيني في مخيمات لبنان . و اذا لم
يتحقق شيئ من هذا فان المواطن الفلسطيني في لبنان سوف يشعر بخيبة امل ،
و ستتعرض العلاقة بين المواطن و قيادته لازمة حقيقيه أكثر مما هي عليه الان .
و في كل الاحوال ستبقى المخيمات قلاع صمود و ارادة فولاذيه و اصرار على
التمسك بالحقوقه كامله في العودة للوطن بعد دحر الاحتلال الصهيوني من فلسطين .