وكالة القدس للأنباء – خاص
تركت مشاركة الوفد الفلسطيني برئاسة رئيس السلطة محمود عباس وبعض ممثلي الأنظمة العربية بتشييع الرئيس الأسبق للكيان الصهيوني شمعون بيريز في القدس المحتلة اليوم، موجة من الغضب الشعبي، وقد عبروا في تصريحات خاصة لـ"وكالة القدس للأنباء" عن سخط كافة المخيمات الفلسطينية على هذه الخطوة، مأكدين أن عباس ارتكب خطأ فادحاً بمشاركته في هذه الجنازة، معتبرين أن موقفه غير مسؤول ولا يمثل الشعب الفلسطيني.
ورأى مسؤول الإعلام في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مخيم البداوي، فتحي أبو علي، "أن مشاركة السلطة الفلسطينية في جنازة المقبور شمعون بيريز هي ضرب للموقف الفلسطيني، وهي مدانة بكل الأشكال لأن المشاركة تمس بكل القيم والأخلاق، فكيف تشارك السلطة في جنازة من قتل وذبح واعتقل الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني، وشارك في احتلال فلسطين وارتكب المجازر بحق شعبنا، وساهم في طرده من وطنه".
إدانة ورفض للمشاركة في الجنازة
وقال أبو علي: "كان الأجدر برئيس السلطة عدم المشاركة في جنازة مجرم وقاتل، لكن نتفاجأ وللأسف أن ابو مازن اتصل بجهات اسرائيلية لإعطائه الإذن بالمشاركة، وفيما يخص مشاركة شخصيات ودول عربية في التشييع فإنه يأتي في إطار إقامة علاقات مع كيان العدو الصهيوني، ولقاء شخصيات يهودية من أجل تمتين وتعزيز وتوطيد هذه العلاقة، وإن المشاركة في جنازة وتعزية عدو وقاتل وجرم هي خيانة".
وأشار الفنان فواز البسومي من مخيم البداوي إلى أن المشاركة في جنازة بيريز من قبل السلطة وبعض الشخصيات العربية تؤكد شراكة هؤلاء الأشخاص مع هذا العدو في كل ما جرى للشعب الفلسطيني على مدى هذه السنوات".
وتساءل الدكتور رأفت النجار: "ماذا تنتظر من رأينا بشخص قاتل لشعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية طبعاً ننكر وندين بشدة المشاركة بجنازة هذا المجرم كما ونستغرب من القيادة الفلسطينية هذا التصرف غير المسؤول".
واعتبرت مديرة روضة الخالصة في مخيم البداوي، السيدة ساجدة شمس، "ان المشاركة بجنازة المجرم بيريز من قبل السلطة الفلسطينية والأنظمة العربية هي باختصار خيانة للدماء العربية والفلسطينية التي سالت من أجل قضية فلسطين".
واستهجن الشيخ زياد عبد الغني في مخيم البداوي "مشاركة السلطة في جنازة من شارك في تشريد وذبح شعبنا الفلسطيني، ومن عمل على اعتقال خيرة شباب فلسطين"، وتساءل بحيرة "لا نعلم بأي خانة نضع تصرف السلطة الفلسطينية هذا؟".
حملة غضب واستنكار واسعة في المخيمات
واعتبر مدير ملتقى الشطرنج في مخيم شاتيلا، محمود هاشم، أن "أي فلسطيني يمجّد بيريز أو يشارك بجنازته أو يقدم التعازي بموته هو خارج الصف الوطني الفلسطيني، ولذلك محمود عباس لا يمثل الشهداء والمناضلين والمجاهدين من أبناء الشعب الفلسطيني، الذين يضحون بأرواحهم في سبيل الحفاظ على كرامته ولا يرضون بالذل ولا الإهانة ، وكان يجب على عباس أن لا يذهب مهرولاً إلى جنازة المجرم بيريس، لأن العدو الصهيوني لا يعرف السلام والمفاوضات ويتمادى في توسيع المستوطنات ولا بديل عن محاربته بالسلاح والقوة".
ووصف النازح الفلسطيني من سوريا إلى مخيم شاتيلا، فتحي شمبور، حضور رئيس السلطة جنازة السفاح بيريس "بالخيانة لدماء الشهداء، وتصب في مصلحة العدو الصهيوني وتعطيه الشرعية في ممارسة القتل والإستيطان ضد أبناء شعبنا".
وقالت أم محمد خشان، أن "عباس يرتكب خطأ تاريخياً بتقديمه التعازي للسفاح ، الذي انتهك حرمات الديار وسرق البسمة واشراقة الحياة وزاَد من معاناة شعبنا الفلسطيني وبالتالي فهو ليس منا" وتساءلت:" كيف للضحية صاحب الحق بأن يقدَم العزاء للقاتل؟".
وأعرب الأسير المحرر إبن مخيم برج البراجنة، أبو حسين نايفة عن حزنه الشديد فور سماعه الخبر،مؤكداً بأن كل خطوات التطبيع مع العدو الصهيوني لن تمنع رجال المقاومة في مواصلة قتالهم حتى إخراج اليهود من أرض فلسطين".
وأشار أبو محمد قاسم إلى أن "تقديم عباس التعازي بالمجرم بيريس وحضوره الجنازة هو تصرف غير مسؤول ،لأنه كان أولى به بأن يعزي بالشهداء ويحضر جنازتهم ،وهم الذين يسقطون كل يوم دفاعاً أرض فلسطين وكرامة الأمة، كما أن الحل السلمي الذليل لا ينفع مع العدو الصهيوني فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".
وعبرت رنيم جمال من سكان مخيم برج الشمالي عن غضبها بقولها "ان قيام عباس بالمشاركة في جنازة بيريز لم يكن مفاجئاً وهو استمرار لنهجه".
وقال المسؤول الإعلامي لـ"حركة حماس" في منطقة صور محمود طه "إن مشاركة الشخصيات العربية في جنازة بيريز يدل على مدى التآمر من قبل العرب على قضية الشعب الفلسطيني، وعلى الشعوب العربية أن يكون لها موقف من هذه المهزلة".
وفي مخيم نهر البارد، لم تستغرب إيناس الأسعد مشاركة السلطة الفلسطينية التي تمثل كل شيء إلا الشعب الفلسطيني، داعية الى محاسبة المشاركين على فعلتهم المرفوضة".
واعتبر لؤي البقاعي أن هذه المشاركة "إهانة لدماء الشهداء الذين قدموا ارواحهم فداء لفلسطين، وتشجيع قطعان الاحتلال على ارتكاب الجرائم بحق فلسطين والأقصى".
