recent
أخبار ساخنة

فلسطين تستحق منا التحلي بالأناقة الوطنية بقلم :فادي قدري أبو بكر

الصفحة الرئيسية



يعيش أبناء جيلنا زمناً فلسطينياً بائساً، يعزف الجميع فيه قيثارة حزنٍ أبدية تعبر عن آلام و أحزان فلسطينية وعربية، زمن باتت فيه القدس محتلة وحلب محترقة وبغداد مشتعلة وصنعاء مختنقة، زمن يستشهد فيه بائع العلكة وبائع الخضار في الوقت الذي يسرح ويمرح فيه بائع الوطن...

يقول طارق السويدان "حياتنا هي مجموعة قراراتنا"، وبالتالي فإن حياتنا الفلسطينية والعربية هي انعكاس للكيفية التي اتخذنا فيها قراراتنا.

نحتاج في هذه المرحلة إلى التمتع بالأناقة الوطنية وحب الوطن بطريقة محمود درويش الذي يرى حب الوطن مثل الموت وعد لا يرد ولا يزول.

أريد أن أؤمن بأننا ما زلنا مثل الوتد كلما ازداد الضرب عليه ثبت في الأرض، وسأكفر بكل من يقول أننا جيل لم يحالفه الحظ وأن المال والمادة قد أعمت بصيرته.

المال لا يشتري جميع البشر يشتري الحثالة منهم فقط، وإن كانت المادة أو المال هما المدخل الذي يُمكِننا من المشاركة فالغياب أهون و أشرف من المشاركة في أي عمل غير مناسب.



أوصانا الرمز ياسر أبا عمار فقال : ' لي وصية من منكم يبقى حياً فعليه أن يكمل الطريق '، وكلمة "حياً" لا تشمل أصحاب الأجساد الحية، بل أصحاب الروح الوطنية الأنيقة. ومن هنا يجب علينا أن نجد طريقة لتقديم إسهام عظيم وإضافة قيمة بارزة، تلك هي الطريقة الوحيدة للبقاء، ومهما حاول المنتفعون ففي نهاية المطاف الذي ينمي الأزهار هو المطر وليس الرعد.

الشعب الفلسطيني يريد دولة على الأرض وهذا لن يتحقق طالما بقيت فلسفة الخرف السياسي أو "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" هي التي تحكمنا. نحن بحاجة إلى هيئة تقوم على الأمر بالجهاد والنهي عن الفساد .. الأمر بالنضال والنهي عن الاقتتال.. الأمر بالكفاح والنهي عن النواح.

نحن بحاجة إلى قيادة تتمتع بالأناقة الوطنية تُخاطب الناس لا تَخطُب بهم، وفي السياق يقول ونستون تشرتشل: "كل شعب في العالم ينال الحكومة التي يستحقها"، فإن كان هذا النوع من القيادة ما زال يغط في سبات عميق، فعليك أيها الفلسطيني أن تحفزه وتوقظه، ولتحقيق ذلك عليك أن تخطو خطوات وطنية استثنائية ليروكَ ترتفع رويداً رويداً وحينها تكون قد حققت حلم وطنك وأعطيتهم درساً في الأناقة الوطنية لن ينسونه.

جزء كبير من أمنياتنا الفلسطينية قائم على قدرتنا في جعل الأطراف الدولية تلعب لصالحنا، وهذا يحتاج منا إلى مبادرات وطنية أنيقة تعطي القضية دفعة قوية، وإن كانت منبثقة من إستراتيجية وطنية شاملة فإن (الاحتلال) ستقف أمام واقع سياسي غير بسيط، سواء أمام الفلسطينيين أم أمام الرأي العام .

كانت الأجيال السابقة تُحسد على أناقتها الوطنية، أما جيلنا اليوم بات يُشفق عليه. والآن وقد وصلت الختام وانطلاقاً من المثل اليوناني القائل "أن تُحسد أفضل من أن يُشفق عليك"، أدعوا الله أن يجعلنا من المحسودين ويحمي فلسطيننا من الخونة والبائعين .




fadiabubaker@hotmail.com






google-playkhamsatmostaqltradent