قاسية تلك الحياة التي نحياها لاجئين، منذ أن أُخرج اجدادنا من فلسطين في العام 1948، لنستقر بعدها في مخيمات لجوء... في البركسات و الخيم أو ربما أشباه البيوت.
ذلك العالم الخاص الذي كانت ومازالت الطفولة تحتويه، فكثير منها كانت تشبه طفولة بائعة الكبريت المشهورة و التي هي طفولة لجوء، فقر، حرمان، ثلوج، برد.. عدم توفر البنية التحتية..
هو ذا الطفل الفلسطيني الذي يعيش بهذه الصورة المأساوية، يلعب ويلهو، يحلم بمستقبل وردي، و إن كانت ظروفه خانقة . يحمل بداخله خيالاً صافياً، راقيا، وجميلا .. الا أن يداه وجسده يرتجفان ألما ًمن البرد، يذهب إلى المياه المتجمدة، ليكسرها ويلعب فوقها، مسروراً بانبثاق المياه بين قطع الجليد المتجمع إلى أن يكبر و يعي عالمه المخيمي.
نقلة نوعية إلى العالم المعاكس لوردية طفولته المزركشة ببدائيات تفكيره.
عالم المخيم الفلسطيني بالصورة الصحيحة، ليعيد البدء بالتفكير المستقبلي، في ظل ظروف صعبة تتناسب مع كل ما هو ليس متوفرا الذي يسابق المتوفر، إلى الجلد و الصبر و التحمل الذي تقابله بالكفة الأخرى أمل معقود بين ناظريه للتغلب على الصعاب وتجاوز مأساته، ببداية نهاره المكلل بالشقاء إلى نهايته المسجل بتاريخه الشهري المتتابع انه نضال من نوع آخر، نضال يساند به أبناء جلدته في الجهة المقابلة من أرض الوطن وأمام العدو. أمل بدأ عقده بعد النكبة، عاشت على أنوار تحقيقه أجيال، وماتت بانتظار بزوغه أجيال اخرى، وها نحن ننتظر ذاك النور الذي ربما سيكون في لحظة ما نورا للعودة إلى أرض الوطن، ومغادرة مخيم عشنا فيه الظلام الدامس، بانتظار بزوغ نهار العودة. نعقد عليه آمالنا ونستنشقها جرعات نكمل بها حياتنا ونكبل بها أوجاع انتظارنا الذي فاق صبرنا على موعد صك عقده أجدادنا معكِ فلسطين.
....ليكون المخيم بجغرافيته الصغيرة يحمل أمال من كل متشبث به لحق يدعى فلسطين يفوق مساحات وضعوه بها وأبعدوه عن بلد سطر بمساحته الوجدانية قلوب البشرية عامة لينطق كل قلب أمتلك سمة "لاجئ فلسطيني "أن لا عشق ك عشق فلسطين
(من مخيمات اللجوء كافة، فلسطين الحبيبة لك منا كل التحية

