recent
أخبار ساخنة

*المشاركون في مهرجان برج الشمالي التراثي قدمنا إبداعات وصورة مغايرة عن الفلسطيني*


وكالة القدس للأنباء - خاص


أرادوا رسم البسمة على وجوه الجميع، وإحياء الفن على طريقتهم الخاصة، فاتحين الباب أمام الشباب للمشاركة بابداعاتهم المميزة رغم المعاناة والتعتيم الإعلامي، كانت رسالتهم واضحة: الانتصار للهوية والقضية وإعادة أجواء الألفة بين الناس تحت عنوان "فن على الحيط وثقافة حد البيت."

بهذه الروح وبهذا التوجه أقيم مهرجان تراثي في مخيم برج الشمالي بإشراف مركز "ديارنا" وبدعم "مؤسسة التعاون" ومركز "الجنى" و"شبكة مكتبات مؤسسة التعاون في المخيمات الفلسطينية".

" وكالة القدس للأنباء"، تابعت هذا النشاط المميز، والتقت الفنانين والقائمين على المهرجان، أوضحوا أنهم أرادوا من هذه المبادرة، إعطاء انطباع مختلف عن المخيم وتطلعات أبنائه.

تزينت جدران الحي بلوحات شباب مبدعين، عكسوا في رسوماتهم القضية، وعبَروا عما في داخلهم، فحملت لوحاتهم حب الحياة، مؤكدين أن اللجوء والظروف الصعبة لن تقف عائقاً أمامهم. تميز المهرجان كذلك بالمأكولات الفلسطينية اللذيدة والمتنوعة كالمحاشي الزلابية، وإلى جانبها فرقة فلكلورية تردد أغاني فلسطينية قديمة. ويلفت نظرك وأنت تتجول في أرجاء الحي، نتاج التطريز الفلسطيني الرائع.

الهدف الأساسي من المشروع

يقول منسق "مركز ديارنا"، أحمد دحويش لـ"وكالة القدس للأنباء": "أراد مركز المعلومات للفنون الشعبية " الجنى" إيجاد جو من الألفة وتعزيز الثقافة بين الناس، والبحث عن الفن الفلسطيني وعدم حصره بالطعام، كنا نريد إبراز كل الفن الفلسطيني من رسم و نحت في هذا المهرجان.

وكان الهدف الخروج من القاعات المغلقة والوجبات السريعة، فكان الأكل من إعداد النساء والعمل على الأحياء وغرس الألفة بين الناس. أما التركيز على الأكل الفلسطيني فهدفه تعريف الشباب بالطعام الصحي، لأن معظم الشباب تعلقوا بالوجبات السريعة، مثل الكرسبي والشورما وغيرها."

وأشار دحويش إلى "أننا أعطينا بدل طبخة لحوالي 75 امرأة، لكن هناك العديد من النساء والرجال شاركوا فقدموا الطعام والقهوة دون أي مقابل، بهذه الطريقة كان المجتمع المحلي مساهماً معنا في المهرجان."

وعلى صعيد الفن أحضرنا فرقة من طرابلس وفرقاً من المخيم وكنا نبحت عن فنانين فلسطينيين لإظهار مواهب شعبنا لذا حاولنا إحضار تلفزيونات فلسطينية لتغطي المهرجان، لكن للأسف التلفزيونات الفلسطينية تعنى بالسياسة فقط و لا تهتم بالفن، وهي لا تأتي إلا بقرارِ سياسي أو لمهرجان سياسي، لذا نتمنى إيجاد تلفزيون فلسطيني يهتم بالشباب وابداعاتهم، يقدم شيئاً يشبه الشباب ويحاكي أفكاره وحاجياته، ورغم الغياب الإعلامي نجح المهرجان بامتياز لأنه شعبي بالدرجة الأولى، ولم نكن متوقعين هذا التعاون من الأهالي، فعلى سبيل المثال قاموا بتنظيف الشارع قبل يوم الاحتفال وبعد الإنتهاء ورفضوا أي مساعدة من فريقنا وكانوا يشرفون على التنظيم ويمنعون أي فوضى، فقد تجاوز الحضور 3000 شخص ولم يسجل أي إشكال فردي."

العوائق والصعوبات وتكرار التجربة

وأضاف منسق مركز ديارنا:"واجهنا صعوبة بالغة في إيجاد فنانيين فلسطينيين، ولم نعرف التواصل معهم، من هنا علينا العمل مع الموهوبين في كافة المجالات في المرات القادمة."

وفي حال توفر الدعم، سوف نكرر التجربة مع تطويرها وتحسينها، ومن الجميل جداً أن تنقل إلى مخيمات أخرى لأنها تجربة غنية. والآن نحن بصدد القيام بتجربة جديدة ستطبقها في الأحياء "الميتة" والمقاهي إلا وهي " إحياء الليالي الشعرية والزجلية"، نهدف من خلالها إلى تعزيز الفن وإلقاء الخطابة ومواجهة المخدرات التي تنتشر في المقاهي، وإخراج الطاقات المبدعة، ففي المهرجان "استطعنا اكتشاف مواهب أمثال:سهى نصار وعلاء رحيل".

سهى محمد نصار البالغة من العمر 24 عاماً، تجيد الرسم بالفحم والزيت والرصاص، إضافة إلى الديجتال، عشقت الرسم منذ نعومة أظفارها حيث اكتشف أستاذ الرسم موهبتها في الصف الأول ابتدائي، تقول والدتها "كانت رسمات سهى جميلة وكانت تفرحني كثيراً، تقول نصار " من يومها بدأت أهتم بموهبة الرسم عندي وأنميها، وحين تخصصت بالجامعة درست هندسة ديكور، وهذا ساعدني على صقل موهبتي، وبعد تخرجي الجامعي سعيت جاهدة إلى تطوير مهارتي أكثر وأكثر والآن تعلمت الرسم.

أهمية الرسالة الفنية

أما عن رسالتها فتوضح" أرسم للتحدث عن فلسطين بطريقتي الخاصة، لأوصل رسالتي ولأعبر عما في داخلي، أيضا أحب أن أرسم كل ما هو جميل لأريه للناس"، وتضيف: " كنت في السابق أرسم وأجمع اللوحات، لكن بعد أن شاهدت ردود الفعل تشجعت كثيراً والآن أعمل على معرض خاص بي عن فلسطين

ورأت أنه "لسوء الحظ أخذ كريستيانو رونالدو صورة رسمتها له بشكل كاريكاتيري قبل أن أضع اللمسات الأخيرة عليها، وتوقيعها، تقول " حتى لو أنني لم أشتهر ولم يعرفني لكنني سعيدة جداً لأنه نشر رسمتي ".

ودعت كل المسؤولين الفلسطينيين إلى الاهتمام بالمواهب الشابة وإقامة المهرجانات والمسابقات.

أما الشاب علاء خليل رحيل، الذي قدم لوحات الاكريليك التي تعتمد على الألوان المائية، والفحم والرمل والجواش، يحب الرسم التجريدي الانطباعي ليعبر عن ذاته. تخصص في علم النفس لكنه متعلق بالفن على إختلاف إبداعاته.

يقول رحيل " أنا لاجئ فلسطيني ولي أحلام وطموحات مثل أي إنسان، أحببت الرسم كثيراً وعززت موهبتي بالأنشطة اللاصفية مع المؤسسات في مخيم برج الشمالي، ساعدتني مؤسسة "بيت أطفال الصمود" وخصوصاً في تأمين مواد الرسم، كانت المؤسسات هي الدافع الأساسي لي لتطوير موهبتي، وعملت على تطوير نفسي من خلال مشاركتي بدورات رسم، وشاركت بمركز المعلومات العربي للفنون الشعبية بفن الرسم مع الاطفال، شاركت مع بروفسور ارام الرز وهو فرنسي. إضافة إلى ذلك طورت نفسي من خلال القيام بالعديد من التجارب لأجد الهوية الخاصة بي".

تابع:" هدفي التعبير عن واقعي الفلسطيني وقضيته فالفن رسالة للمجتمعات لكي ترى تطلعاتنا. شاركت فرنسا في معرض رسومات ب 2008، وشاركت بمعرض في الإمارات بمدرسة عن التراث الفلسطيني، ورسمنا البيت الفلسطيني الزي الفلسطيني، كما رسمت خلفيات مسرحيات عديدة.

كان هدفي دائماً تطوير نفسي والقول للعالم نحن شعب ليس هدفنا الموت والقتال، بل نحن نحب الحياة كأي شعب آخر ولدينا فنون وتطلعات. ولوحاتي تعبر عن هذا الواقع تعبر عن غضبك وعن قضيتي".

المهرجان التراثي في مخيم برج الشمالي، أعطى إنطباعاً بحيوية الشباب، والرغبة في التطور، والتعلق بالقضية المركزية، والتمسك بالحياة واطلاع العالم على ملامح شعب معطاء، يملك مواهب لو أتيحت لها فرص الانطلاق والعمل، قدمت نماذج إبداعية رائعة.

نجاح التجربة يمكن أن يؤسس عليها لإحياء المزيد من التجارب المماثلة لتحقيق الطموحات.






















google-playkhamsatmostaqltradent