فاطمة مجذوب
صيدا في 16 آذار 2016
"الإنسانية" في أجمل صورها مقابل "الإجرام" في أبشع صوره، أصحاب المبادىء و الضمير الحيّ هم قلة في العالم، ويجب تخليد ذكراهم. اليوم ذكرى الناشطة الإنسانية راشيل كوري…
راشيل كوري هي شابة أمريكية أصلًا وجذورًا ولدت عام 1977، كتبت الكثير عن الحب والسلام والإنسانية والمظلومين.
عُرفت راشيل انها داعمة للقضية الفلسطينية وكانت دائمًا معتكفة بوجه الغطرسة الصهيونية وتدافع عن منازل الفلسطينيين، وفي عام 2003 وقع حادث في مخيم رفح التابع لقطاع غزة المحاصر، حيث وقفت راشيل بوجه البلدوزرات (وهي آلية ضخمة تستعمل في الهدم والإزالة والتجريف) آخذة من نفسها حامية لدار فلسطيني، نجحت في حماية الدار لمدة ساعتين ولكن السائق الإسرائيلي لم تحمله اخلاقه القذرة لتحمل اصرار راشيل فتقدم نحوها ودهسها بجرافته الامامية، وكان يتقدم ويرجع الى الخلف على جسدها المرمي في الأرض قاصدًا القضاء التام على حياتها نهائيًا، نُقلت الى المستشفى وأكد الطبيب ان سبب وفاتها يعود الى قوة الدهس الذي ادى إلى كسور قوية في الصدر وجمجمة الرأس.
كان بإمكان راشيل ان تكون مثل اتباعها تقتل وتمارس العنف ضد الفلسطينيين صدقًا كان بإمكان تلك الامريكية ان تفعل ما تشاء لكنها اختارت الانسانية وعشقت الكوفية، ماتت بضمير حيّ، تعلقت بأهل غزة وتعاطفت معهم، راشيل أمريكية ماتت من أجل فلسطين، والعرب نائميين عار عليهم ان يصحوا من ثباتهم ويفارقوا موائدهم والصفوف الأمامية في المناسبات من أجل الظهور والتصوير، فلولا في العرب رجالًا…
لما اضطرت راشيل للوقوف هذه الوقفة؟

