recent
أخبار ساخنة

كيف سقينا الارض ماهر الصديق

الصفحة الرئيسية

بين عرابة و سخنين .. في المثلث و الجليل ، مسافة من الحنين و الشوق و التضحيات . 

هناك في تلك الارض الخضراء ، خلف الخط الاخضر ، اناس يعرفون تاريخهم جيدا. 

يعلمون ان الجذور العربية -الاسلامية تمتد عميقا في هذه الارض ، التي حباها الله بالبركة . 

على الخط الممتد من الناقورة الى غزه ، و من طبريا الى النقب ، اراض متآخية مع القدس

و الضفة تشكل مستقر لشعب عرف كيف يحيا و كيف يختار الشهادة . شعب تجمل

بروح الفداء و الاباء . مجموعة بشرية رفضت الخنوع و الذل و الاندثار. اختارت

منذ وطئت هذه الارض البقاء في مواجهة الاعاصير التي أتت تارة من الغرب و اخرى

من الشرق ، و اعلنت في كل حقبة من حقب التاريخ ولادة جيل جديد من الثائرين ، 

جيل شهداء ابناء شهداء احفاد شهداء . هنا في هذه البقعة الجغرافية المقدسة ، على هذه المساحة

المباركة الملونه بالاحمر القاني سقطت كبريات الممالك ، انكسر الغزاة و الفاتحين .

هنا تقع حطين و عين جالوت و بيسان ، هنا عكا و ما ادراك ما عكا ؟ هنا الصمود الاسطوري

و الملاحم الكبرى . هنا يرقد مئات الصحابة ، و الصالحين و الابطال و القادة . 

عندما سلم العبيديون الباطنيون ارض فلسطين للصليبيين أبى اهل فلسطين

الا ان يواجهوا الغزو الصليبي ، و قدموا 70 الف شهيد دفاعا عن الارض المقدسه . 

هنا تحطمت ممالك العبرانيين و الرومان . هنا انكسر الفرس و الصليبيين و المغول . 

هنا اختار الانبياء عليهم السلام ارض غربتهم و مهجرهم . هنا ولد اسماعيل و اسحق

و يعقوب و يوسف و سليمان و زكريا و يحيى و عيسى عليهم السلام . هنا تمنى موسى

عليه السلام ان يدفن و لو على مرمى حجر . على هذه الارض وحدها اجتمع كل الانبياء

من آدم الى عيسى عليهم السلام ، اجتمعوا مع خير النبيين و افضل الخلق و صلوا خلفه . 

الى هذه الارض الطيبه جاء الخليفة عمر ليتسلم مفاتيح المدينة المقدسة ، و لم يخرج

امير المؤمنين من الجزيرة العربيه الا الى هذا المكان المقدس . فهل تستحق هذه الارض

التضحيات؟ سؤال لو سألته للطير و الشجر و الحجر و النجوم و الكواكب لاجابوا عليه 

بنعم .. هذه الارض تستحق كل التضحيات . لا ينبغي لهذه الارض ان تدنس من اخوان

القردة و الخنازير ، قتلة الانبياء و الابرياء . يجب ان تكون طاهرة مطهرة ليوم المحشر.

على هذه الارض وقف الرجال الشجعان بصدورهم العارية في وجه جنود الاحتلال .

قالوا بصوت واحد : لن تهود الارض مابقيت ارواحنا ، فسالت الدماء دفاعا عن الارض .

ارتوت الارض من العروق النازفة ،و خرجت القرى و المدن لتزف شهدائها . 

بعد اربعين عاما و الى يوم القيامة سيبقى الفلسطيني متشبثا بارضه لا يساوم عليها .

ايها المحتلون اخرجوا من الارض الطاهرة المقدسة ، قبل ان يأتي اليوم الذي تبحثون

به عن مخبأ فلا تجدون ... اهربوا .. اسمعوا نصيحة عدو لكم ، عودوا الى

البلاد التي جئتم انتم و اجدادكم منها . عندما تدق ساعة الحقيقه لن يكون لكم مفر من جنودٍ

اولي بأس شديد ، حين يجوسون خلال الديار و يكون امر الله مفعولا . 

و انتم ايها المرابطون الذين تسقون الارض من عروقكم النابضة ، انكم على موعد

مع الحقيقة التاريخية التي لا مرد لها ، حقيقة الانعتاق و النصر ،

يوم يفرح المؤمنون بنصر الله عزوجل .

google-playkhamsatmostaqltradent