ما بين الإستخدام العشوائي للسلاح،ووظيفته الحقيقيه،فوضى لا تنته،فهذه الأداة التي يفترض أن تستخدم كوسيلة للدفاع عن النفس في الحالات الطارئة،أو كثقافه تحمل في طياتها شعارات التحرير الجذابة،باتت اليوم تتجسد فيها وظيفة عبثية لإرتكاب الجرائم وقتل الأبرياء على يد المنفلتين داخل المخيمات الذين يحملون السلاح تحت مسمى الوجاهة والتنظيم الحزبي،والذين حولوا وظيفه السلاح للمقاومة لوسيلة للعنف للفردي والفئوي.
آمُل أن لا تكون هذه الظاهره السلبيه قد تشربت عقول الاطفال والشباب وسيطرت على ثقافتهم،فحين ترى اطفالا رمز البراءة قد قسّموا أنفسهم الى مجموعات واعلنوا حربا فيما بينهم،فهذا ليس بالشيء الطبيعي،وحين ترى شبابا" يتباهون حمل السلاح،فهذا ايضا ليس بالشيء العادي.
هذا بالإضافة إلى ان السلاح هذا بحد ذاته قد حول حامله المتهور الى "سارق"،وهنا ليس بالمعنى المادي،بل سارقا" لعواطف الناس،سارقا" لإبتسامة طفل يركض من الشارع الى منزله مذعورا" من صوت الرصاص،سارقا" لمصدر رزق أصحاب المحلات التجاريه الصغيرة،الذي يسارع اصحابها الى اقفالها فور وقوع الإشكال وسماع الرصاص،سارقا" لأمن المخيم بأكمله.
وما بين رصاصة عزاء،ورصاصة ابتهاج،يتم هدر دم شهيد،فثمن هذه الرصاصة لم يتأمن بطريقه سهله،وخاصه تلك العائدة الى التنظيمات والفصائل.
فإذا كانوا المسئولين بحد ذاتهم يعانون هذه المشكله،كيف نستطيع حل مثل هذه الظاهره داخل المخيم؟!
وهنا تتمحور الكثير من الاسئله حيال هذا الموضوع،اين المعنيين؟اللجان الامنيه؟واذا كان هناك من يحمي المخيمات فعلا،لماذا هذا الفلتان الامني متواجد بهذه الطريقه؟
هذا الفلتان الأمني لا يحتاج سوى إلى تخطيط محكم،تتفاعل فيه مؤسسات منظمه التحرير،وتتعاون مع الدوله اللبنانيه لتقدم تغطية واضحه وصريحه للجان الأمنيه داخل المخيم،التي يفترض ان تقدم إجراءات وقوانين صارمة حيال مرتكبين الجرائم،ولا يمكننا أن نهمل الدور الفعلي لمؤسسات المجتمع الأهلي،الذي يكمن في نشر الوعي الثقافي حول وظيفة السلاح الفعليه،والعمل على مبدأ أن السلاح الذي ليس له ثقافه 'يقتل'.وهنا سنعود إلى السؤال المفتوح على مصرعيه:هل السلاح ضمانة لوجودنا،أم سبب لزوالنا؟وكم من ضحيه نحتاج ليبدأ كل المعنيين للعمل على حل هذه المشكلة؟"فوضى السلاح،إلى متى؟!؟!"
بقلم: نزهه الروبي
