بيسان كعوش... منسّقة الحملة في مخيّمات صيدا
منذ قيام دولة الكيان الغاصب على أرض فلسطين عام 1948، مارس النظام العربي الرسمي سياسة مقاطعة إسرائيل من كافّة النواحي وذلك تحت وطئة الغضب الشعبي، إلا أن هذه السياسة بدأت بالتراجع شيئاً فشيئاً تحت تأثير الضغوط الغربيّة- الأميركيّة على وجه الخصوص وانسجاماً مع السياسة المتبّعة من قبل غالبيّة دول النظام الرسمي لإحلال السلام مع الكيان الغاصب.
لكن مع استمرار الهمجيّة الإحتلاليّة والجرائم الفظيعة تشكّلت "الحملة العالميّة بعنوان "حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الإستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) والذي يتزايد انخراط جمعيّات ومؤسّسات ونخب شعبيّة دوليّة فيها.
ان الإعلان عن حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" في لبنان والتي تشكّلت على أرضيّة تراجع الإهتمام الرسمي وانسجاماً مع الحركة المتطوّرة عالميّاً انما تستهدف بثّ الوعي الشعبي بأهمية المقاطعة وتأثيرها المتنامي على اقتصاد وسمعة الكيان الغاصب، وهي شكل من أشكال المقاومة تتكامل بعضها مع بعض فإذ كانت المقاومة المسلحة أو الدبلوماسيّة تقتصر على نخب محّددة، فإن كانت المقاطعة هي أسلوب يعمّم على الأكثريّة الساحقة من ابناء الشعب وينخرط فيه أيضاً أعداد واسعة من الشعوب الأخرى وله تأثير يتعاظم بإستمرار على واقع الكيان ويقوي الإدانة والعزلة الدوليّة عليه.
ان تشكيل الحملة في عين الحلوة هو خطوة باتجاه بثّ الوعي بأهميّة المقاطعة وتأكيد على إسهام السكّان في دورهم وتأثيرهم في المقاومة والمشروع الوطني.
ان نواة الحملة ستقوم بالاتصالات اللازمة مع القوى والهيئات والمؤسّسات والنخب الفرديّة لطرح الفكرة وإبراز أهميّتها وتأثيرها وتأمين الإلتفاف الشعبي حولها، لتشكّل أداة فاعلة ومؤثّرة في النضال الوطني التحرري لشعبنا.
كما ستعمل على تنظيم الندوات وحلقات الحوار وورش العمل بين اوساط الفئات الشعبية المختلفة ولا سيّما الشباب والطلاب.
ان تبخيس فكرة المقاطعة تحت اي شعار أو حجّة سواء من حيث الأهميّة أو التأثير أو غياب بديل عن السلع هو فكرة سطحيّة وتخدم الكيان الغاصب، لذلك من المفيد على المرجعيّات السياسيّة والمجتمعيّة والدينيّة العمل الحازم على إبراز أهميّة فكرة المقاطعة بشكل دوري ومتواصل، كلّ بحسب امكانيّاته ومواقع تأثيره.
المقاطعة سلاح قوي وشكل جدّي من أشكال المقاومة والنضال يتزايد تأثيرها كلّما تواصلت وانتشرت وباتت فكرة وسلوك شعبي.