عيسى بوعيسى الديار
يتجه الوضع اللبناني الداخلي رويداً رويداً نحو شلل تام في كافة ارجاء اثلجمهورية اللبنانية ان كان لناحية المؤسسات او المعضلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية دون بروز اي افق محلي او اقليمي او دولي يعطي بعض الضوء في النفق المظلم، وتتحدث مصادر وزارية سابقة عن امكانية ان يتجه الوضع نحو المزيد من التدهور وتضيف الى هذا الجو العنصر المفصلي في حياة البلاد وهو العامل الامني الذي تتوقع هذه المصادر ان تنفجر من ناحية ما هذه القنبلة الموقوتة والتي غطت البلد اكثر من اربع سنوات من الوضع الامني الهش، وتعطي المصادر صورة واضحة عن القادم من الايام فيما خص الواقع الامني وفق التالي:
ـ هناك قرار اميركي ـ سعودي تم اتخاذه بمواجهة التدخل الروسي في سوريا على ضوء التطورات الاخيرة المتسارعة والتي تقدم فيها الجيش السوري وحزب الله نحو مناطق يمكن وضعها في خانة النفوذ الخليجي ـ الاميركي حيث تتحدث المعلومات عن شبه انهيار تام في صفوف المسلحين مما يعني اسقاطاً لمشروع ونجاح لآخر وهذا ما يندرج في طياته على الوضع الداخلي في الساحة اللبنانية وما يمكن ان تتحرك من خلاله جماعات ارهابية بالرغم من كون الاجهزة الامنية متيقظة الا ان بقايا الخلايا ما زالت موجودة.
ـ وتتحدث هذه المصادر عن نوايا حقيقية لدى بعض الجماعات المسلحة داخل مخيم عين الحلوة لتفجير الوضع الامني في داخله خصوصاً ان بعض هذه الجماعات كما تبين من التحقيقات الامنية مرتبطة عضوياً بقيادة تنظيم داعش في الرقة في سوريا، ومع الضغط الروسي على هذا التنظيم عسكرياً بصورة منتظمة وقاسية فان التابعين له في المخيم على استعداد لتفجير الوضع مما يربك الساحة الفلسطينية واللبنانية على حد سواء.
وتقول هذه المصادر ان لدى هذه الجماعات اسلحة متطورة خصوصاً لجهة القذائف المضادة للدروع ومدافع الهاون ومفخخات بالاضافة الى انتحاريين جاهزين لتنفيذ عمليات ارهابية حتى على تخوم المخيم حيث تتمركز وحدات من الجيش اللبناني التي اتخذت بدورها اجراءات استثنائية لناحية التدشيم والاستنفار من الدرجة الاولى، ولا تخفي هذه المصادر امكانية ان يكون عامل تفجير آخر يحمل بذوراً ارهابية متواجد في مخيمات فلسطينية اخرى كمخيم برج البراجنة مع استبعاد ان يكون مخيم الرشيدية في صور لديه الامكانية للتحرك، لذلك فان التركيز يتمحور حول ضواحي هذه المخيمات حيث تتواجد قوات لحزب الله او بيئة حاضنة له ان كان في صيدا حيث لبلدة حارة صيدا اهمية بحكم موقعها الجغرافي المتاخم لثكنة محمد زعيب التابعة للجيش اللبناني او مخيم عين الحلوة بالذات، كذلك في برج البراجنة الغير بعيد من الضاحية الجنوبية لبيروت، ولا تستبعد هذه المصادر ان تشهد الايام وليست الاسابيع القادمة ترجمة عملية على الارض لمثل هذه الاعمال الارهابية بالرغم من كون كافة القيادات الامنية تعيش هذه الاجواء الا ان عامل المفاجأة هو الذي يتحكم بتحركات الجماعات الاصولية.
ـ انزال كميات ضخمة من الاسلحة الاميركية في سوريا تم تقديرها بالفي طن من مختلف انواع الصواريخ وخصوصاً من طراز تاو المضاد للدروع ووقع جزء من هذه الاسلحة في قبضة داعش وجبهة النصرة، وهذه العملية بحد ذاتها توضح مآل التطورات المقبلة وانعكاسها على لبنان بشكل سلبي.
بموازاة الوضع الامني القادم علي تفجيرات يبدو الوضع السياسي اشد منه خطورة مع تلويح رئيس الحكومة تمام سلام بالاستقالة بشكل يومي وكأن الحكومة قائمة وتعمل بشكل فعال اقله لناحية رفع الامراض عن صدور مواطنيها مع الفضيحة التي هزت اللبنانيين بالامس حيث فاضت انهار النفايات قرب منازلهم مع ما تحمله من امراض واوبئة سوف تظهر عند اول ارتفاع للحرارة، ويضاف الى الوضع الحكومي حسب هذه المصادر عن امكانية عقد جلسة تشريعية في مجلس النواب في غياب التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية اي ان يتم التشريع في غياب المكونات المسيحية في البلد مع ما تحمله هذه الخطوة من تهميش اضافي للواقع المسيحي المهترىء بالرغم من كون هذه الخطوة ليست مركزية واساسية انما تمثل جس نبض للمكونات المسيحية وحفظ ماء الوجه لها على خلفية تشريع الضرورة .
