recent
أخبار ساخنة

*لبنان اغتي/ــال "الطبطبائي": ما دلالات العمليــة وتوقيتهــا وأبعادهــا؟"*





*مازن كريّم -قدس برس*

بيروت- مازن كريّم -قدس برس

أعاد اغتيال القائد في "حزب الله" اللبناني، هيثم الطبطبائي، في حارة حريك بالعاصمة اللبنانية بيروت، التوتر إلى مستويات عالية، في ظل لحظة إقليمية مشحونة تتقاطع فيها الحسابات العسكرية والسياسية والأمنية.

وأثارت العملية تساؤلات حول أهدافها، توقيتها وطبيعتها، فضلاً عن ردود الفعل المحتملة في بيئة لبنانية وإقليمية على حافة مواجهة واسعة.

وحصلت "قدس برس" على تحليلات خاصة من خبيرين عسكري وسياسي، قدما قراءتين معمقتين حول خلفيات العملية وانعكاساتها.
قراءة عسكرية: مفترق طرق للمقاومة

يرى العميد الركن المتقاعد والخبير العسكري اللبناني نضال زهوي أن عملية الاغتيال تحمل "رسائل متعددة الأوجه".

وأوضح أن "من بين هذه الرسائل توجيه ضربة سياسية لرئاسة الجمهورية وقيادة الجيش اللبناني"، معتبراً أن "تنفيذ العملية في قلب الضاحية الجنوبية قد يشير إلى أن الجهات المنفذة اعتمدت معلومات دقيقة حول الوضع الأمني"، وهو ما اعتبره مرتبطاً بتقديرات أمريكية، وفق تعبيره.

وأشار زهوي إلى أن "الرسالة الثانية موجهة إلى حزب الله، خاصة بعد تأكيد وسائل الإعلام (الإسرائيلية) أن نجاح العملية جاء بفضل العامل البشري، في إشارة إلى احتمال وجود خرق أمني".

وأضاف أن "هذه العملية قد تؤخر إعادة ترميم الهرم القيادي للحزب، وتؤكد استعداد تل أبيب لتوسيع عملياتها في المستقبل".

وحول الرد المحتمل، قال زهوي إن الحزب "سيقيّم كلفة أي مواجهة مقارنة بحجم الخسائر الحالية"، مشيراً إلى أن "توقيت الرد لن يكون بالضرورة متزامناً مع توقيت العملية، بل وفق تقييم المقاومة"، لكنه حذر من أن "عدم الرد قد يشجع (إسرائيل) على تنفيذ عمليات أكبر، مما يضع الحزب أمام مفترق طرق".
قراءة سياسية استراتيجية

من جهته، قدم الكاتب والمحلل الأكاديمي محمود الهاشمي، مدير مركز الاتحاد للدراسات الاستراتيجية في بغداد، قراءة سياسية واستراتيجية للعملية. واعتبر الهاشمي أن الاغتيال يعكس "عقيدة (إسرائيلية) تعتمد المعالجة العسكرية لكل أزمة"، مشيراً إلى أن تل أبيب ترى في أي قوة عربية متنامية، لا سيما لبنان، تهديداً وجودياً.

وأوضح أن "سلاح المقاومة يشكل تحدياً أكبر لـ(إسرائيل)، لأنه بيد مقاتلين مؤمنين بقضيتهم وليس مجرد جنود تابعين لجيش رسمي يمكن الضغط على قيادتهم".

وأشار إلى أن "(إسرائيل) لم تحقق اختراقاً جوهرياً في المواجهة المستمرة منذ طوفان الأقصى، وأن الزمن يبدو ضاغطاً عليها نتيجة تغير المشهد الإقليمي وانقسام مواقف الولايات المتحدة وضعف قدرتها على ضبط تصرفات تل أبيب، فضلاً عن تزايد الدعم الدولي والإقليمي للمقاومة".

واختتم الهاشمي تحليله بالإشارة إلى أن "استهداف الضاحية يؤكد أن المقاومة تظل عنصراً حيوياً في المعادلة الإقليمية، وأن استشهاد أحد قياداتها لا يعني إلا ظهور قادة جدد، مشدداً على أن ردود الفعل العربية على العملية تعكس وعيًا متزايدًا بمخاطر التهديدات (الإسرائيلية)".
google-playkhamsatmostaqltradent