أبو شريف رباح
رغم الأوضاع الصعبة التي تشهدها فلسطين والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والأوضاع الصعبة التي يعيشها أبناء الشتات، إلا أن جماهير شعبنا الفلسطيني المناضل أحيت الذكرى الستين لانطلاقة المارد الفتحاوي في مختلف المدن والقرى والمخيمات والتجمعات الفلسطينية، وفي هذه المناسبة الوطنية العظيمة، جددت جماهير شعبنا في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، إضافة إلى مخيمات وتجمعات الشتات الفلسطيني، ثقتها بحركة فتح، التي شكلت منذ انطلاقتها رمزًا للكفاح والنضال الوطني الفلسطيني على مدار ستة عقود.
وتوافدت الحشود الجماهيرية من مختلف المناطق الفلسطينية لإحياء هذه الذكرى، ما يدل على الدعم الشعبي الكبير للمبادئ التي تأسست عليها حركة فتح ودورها المحوري في مسيرة النضال الفلسطيني، كما يبرز ذلك تمسك الشعب الفلسطيني بالوحدة الوطنية والثوابت التي دفع من أجلها آلاف الشهداء من أبناء الحركة وقياداتها التاريخية، ورغم كل التحديات والضغوط السياسية، تبقى حركة فتح رائدة النضال الوطني وحارسة المشروع الوطني والقرار الفلسطيني المستقل، مؤكدة استمرارها في النضال حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
وفي مخيمات وتجمعات الشتات الفلسطيني في لبنان، جددت جماهير شعبنا مبايعتها لحركة فتح وقيادتها التاريخية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، هذا الموقف يحمل دلالات هامة، منها التأكيد على الثوابت الوطنية ورفض كل المشاريع التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية أو الالتفاف على حقوق شعبنا المشروعة، كما يعكس هذا الدعم الشعبي استمرار الثقة بحركة فتح ورموزها القيادية باعتبارها الممثل للهوية الوطنية والنضال الفلسطيني، والتزام اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بمسيرة التحرير واستعادة الحقوق الوطنية، رغم التحديات المستمرة التي تواجه قضيتهم.
وتجديد الثقة بحركة فتح يمثل رسالة سياسية للمجتمع الدولي، مفادها أن الفلسطينيين في الشتات، وخاصة في لبنان، ما زالوا متمسكين بحقوقهم رغم مرور عقود على نكبتهم ورغم الظروف القاسية التي يعيشونها، كما يدعو هذا الحدث إلى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، في وقت تحتاج فيه القضية الفلسطينية إلى رؤية موحدة لمواجهة التحديات، وإلى إحياء الأمل بتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين إلى ديارهم.