recent
أخبار الساخنة

رسالة من مديرة شؤون الأونروا في لبنان إلى الموظفين

 



23 آذار/مارس 2024


رمضان كريم،

 

نود أن ننوه الى بيئة العمل الصعبة التي نعمل بها منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، مع تزايد الهجمات السياسية على الأونروا. إن قدرة الوكالة على الوفاء بولايتها تتعرض لتهديد خطير، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الدعوات المتكررة لتفكيك الوكالة والحملة الممنهجة لشل الأونروا ماليا عن طريق نشر معلومات مضللة واشاعة حالة عدم الثقة بين المانحين.

 

إن تأثير قرار تعليق التمويل الذي اتخذه عدد من أكبر المانحين لنا ، استنادا إلى مزاعم وادعاءات خطيرة حول انخراط 12 من موظفي الأونروا في الهجمات التي وقعت يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، لا يزال يشكل خطرا جديا على استمرار خدماتنا الحيوية في المنطقة.

 

وخلال الأشهر الماضية، قمنا بجهود تواصل مكثفة وعملنا بلا كلل على التواصل مع شركائنا، بما في ذلك هنا في لبنان، من أجل حماية الأونروا والحفاظ على قدرتنا على تقديم المساعدات المنقذة للحياة للاجئي فلسطين.


وقد استأنفت خمس دول مانحة دعمها للوكالة من أصل 16 دولة علقت تمويلها، وقررت دولتان صرف التمويل المخطط له وقررت ست دول زيادة مساهماتها التمويلية. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه المؤشرات الإيجابية، لا تزال هناك تحديات كثيرة تنتظرنا، فما مجموعه 42% من توقعات موازنة 2024 لا يزال معلقا من المانحين حتى اليوم. وفي حين أن مواردنا المالية الحالية ستسمح للوكالة بمواصلة عملياتها حتى شهر أيار/مايو، فإن التوقعات المالية على المدى المتوسط تظل غير مؤكدة ولا يمكن التنبؤ بها، ومن المتوقع أن تستمر الجهود التي تهدف لإلغاء الوكالة ودور هذه المنظمة في حماية حقوق لاجئي فلسطين.

ونظرا للوضع الحساس الذي نمر به، يجب علينا أن نتكاتف ونتوحد جميعا لحماية الأونروا. إن استمرار الالتزام بقيم الأمم المتحدة والمبادئ الإنسانية يعد أمرا أساسيا لنا في هذا الصدد - وعدم الالتزام بهذه القيم والمبادئ قد يعرض الوكالة للخطر. فالأونروا ما تزال تتعرض لتدقيق مكثف وهي حاليا تخضع لتحقيق ومراجعة جارية من قبل مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية لضمان حيادها. ونحن بالتالي نتوقع من جميع الموظفين ان يلتزموا بسياسات الوكالة وقوانينها وأنظمتها، وأي ادعاءات بحدوث أي انتهاكات سيتم التعامل معها وفق العمليات وإلاجراءات المرعية، ويعتبر هذا أمرا ضروريا حتى نتمكن من مواصلة دعمنا للاجئي فلسطين، وفقا للتفويض الممنوح من الجمعية العامة للأونروا.


لقد شهدنا بالأمس هواجس أثارها المجتمع المحلي بعد أن أعلنا أنه بسبب النقص الحالي في التمويل في أعقاب تجميد التمويل للأونروا من قبل بعض الدول المانحة الرئيسية، لن تكون الوكالة قادرة على تقديم نفس مبلغ المساعدة في هذه الجولة الحالية من المساعدات النقدية - للعائلات المسجلة ضمن برنامج شبكة الأمان الاجتماعي والفئات المحتاجة الأخرى- كما كنا نوزع في الجولات السابقة. نحن نقر بهذه الهواجس والشكاوى بالنظر الى صعوبات الحياة اليومية التي يواجهها لاجئو فلسطين في لبنان، حيث وصل معدل الفقر إلى 80% بين أوساطهم. وفي الوقت الذي نحث فيه مجتمع لاجئي فلسطين على تفهّم محدودية موارد الوكالة والظروف الصعبة التي نواجهها حاليا، فإننا نؤكد لهم أننا سنواصل جهودنا لحشد التمويل اللازم للجولات المقبلة للمساعدات النقدية.


ونود أن نغتنم هذه الفرصة للتعبير عن خالص تقديرنا لجميع موظفي الأونروا لالتزامكم خلال هذه الفترة الصعبة. إن جهودكم، بما يتماشى مع مبادئ الأمم المتحدة، حيوية ولا تقدر بثمن. إن هذه أوقات صعبة للغاية، ونحن نعتمد على صمودنا بينما نستمر في الدفاع عن حقوق لاجئي فلسطين والدور الذي لا غنى عنه الذي تلعبه الأونروا في حياتهم. إن وحدتنا وتضامننا هما رصيدنا الأكبر.

google-playkhamsatmostaqltradent